من حطام النكبة يتجدد أمل العودة

75 عاماً مرت ومازال شعبنا الفلسطيني المثخن بالجراح يتجرع الألم والحسرة
خاصة الذين عاشوا أحداث النكبة وجربوا مرارة الشعور بأن يفقد الإنسان وطنه في لحظة غدرٍ من كيانٍ جاء ليسلب حقوق شعبنا الذي كانت جذوره ضاربة في أعماق التاريخ
تاريخ ممزوج بالألم والحسرة يستوطن عقل ووجدان كلّ فلسطيني ولهذا سيظلّ يوم النكبة بمثابة التاريخ الذي يقصم القلب حتى يتمكن أبناء شعبنا الفلسطيني من استعادة أرضهم بإذن الله.
لقد منحت النكبة للعدوّ حقاً لا يَملكه فاحتل الصهاينة النازيين أراضينا الفلسطينية، وهجروا أهلها، وارتقى عشرات الآلاف من الشهداء من أبناء شعبنا الفلسطيني وهم يُدافعون عن أرضهم وحقهم، فوقف معظم العالم صامتاً أمام المجازر البشعة التي اقترفها الكيان الصهيوني الارهابي في حق أبناء فلسطين، إذ أصبحت فلسطين محتلةً مسلوبةَ الحرية في أقذر مؤامرة عرفتها البشرية
لا يزال الكثير من أبناء فلسطين الذين هُجروا قسراً من بيوتهم التي دُمرت يحتفظون بمفاتيحها، ولا زلنا نستمع إلى حكايات الآباء والأجداد عن تلك الفترة الصعبة التي عاشها الآباء والأجداد
والنكبة ياسادة ياكرام ليست مجرد خسارة عادية لأرض فلسطين، بل هي حكاية لألمٍ لا يزول وجرحٍ لم يُشفَ، يتحمل ألمه كل أبناء شعبنا في كل لحظة ، لأنّهم ذاقوا كل معاني الأسى وهُم يُشاهدون بيوتهم تُهدم وأراضهم تُسلب ومزارعهم مستباحة، كما استبيحت المقدسات الإسلامية في القدس وأصبحت في يد الاحتلال الظالم الذي يُمارس استبداده وتوسعه الاستيطاني يومياً،
الجراح عميقة وغائرة في نفوسنا ، ومنذ ذلك اليوم ، لم نذق طعم الراحة ونحن نرى بلادنا في أيدي الغرباء الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار
الملايين من أبناء شعبنا في المنافي يُعانون من اللجوء إلى الدول المجاورة والعالم ،
رحلة شاقة ومؤلمة تنوء من حملها الجبال ، تفرقت العائلات الكبيرة وضاعت الأراضي وأصبحوا في الشتات وانقطعت أخبار الكثير منهم وضاعت هُوياتهم وأراضيهم، وتمكّن الصهاينة المجرمين الارهابيين وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من تنفيذ مخططهم الإجرامي في حق فلسطين، وأصابونا جميعًا بالقهر على الحال الذي أوصل أهلنا اليه
الوطن الحبيب يعيش في قلب وجدان وروح كل واحد منا ، لهذا فإن النار تحرق قلوبنا ولكن من حطام العودة يتجدد الأمل وستعود فلسطين، وتُستعاد أراضينا المحتلة من عيون سارقي الأوطان، وهذا وعد علينا جميعاً أن نقطعه على أنفسنا كي تظلّ فلسطين في قلوبنا ووجداننا
من حطام النكبة تعلمنا الكثير ، والأ نسكت عن حقوقنا وأنّ الظلم مها بلغ مداه لا يدوم أبداً
لن نبرح ولن نهدأ ولن نرتاح حتى عودة الديار طال الزمن أم قصر لأننا أصحاب الحق، لذا علينا أن نكون يداً واحدة في وجه الظلم الكبير الذي تعرض له شعبنا الفلسطيني
السادة الأفاضل:
ما أفرزته النكبة من مآس كثيرة بالنسبة لأبناء شعبنا في كل أماكن تواجده ، حيث أصبح الكثير منهم يحلمون العودة إلى بيوتهم وأراضيهم في فلسطين دون أن يكونوا مُعرضين للمجازر ، ودون أن يجدوا بيوتهم وأراضيهم وقد أصبحت في يد احتلال كولنيالي إرهابي صهيوني نازي ، وللأسف العالم الذي يدعي التحضر والرقي يصمت صمت القبور، مع أن هذا العالم انتصر لأوكرانيا
لقد خلفت النكبة وراءها حكايات كثيرة مغلفة بالظلم والمرار يعيشه شعبنا الفلسطيني في المنافي و الشتات وبلاد المهجر التي ذهبوا إليها رُغماً عنهم، تاركين البلاد المنكوبة والمسلوبة خلفهم وقد أصبحت في يد غيرهم الذين يأكلون من خيراتها ويأخذون كل ما فيها لهم، وأصبحت فلسطين مستباحةً ما بين يومٍ وليلة
الكثير من الوجع الذي لا يزول أبداً، خاصةً أن النكبة جاء بعدها ما هو مر وشديد، فجاءت نكسة عام 67 كي تُكمل على ما تبقى من أراضينا ولم يبقَ لهم إلا القليل ، وها هم اليوم أبناء شعبنا الفلسطيني ينظرون بحسرة إلى بلادهم التي ضاعت منهم، ولا يزالون يحلمون باليوم الذي يعودون فيه إلى البلاد. على الرغم من موت الكثير من الآباء والأجداد لكنّ جيل الأحفاد لم ينسَ حقه في فلسطين وينتظر اليوم الذي يعود فيه إليها بفارغ الصبر، ففلسطين هي البلد الذي يعيش في فؤاد كل فلسطيني يحلم بأن يعود إلى مدينته وقريته وبلدته قريبا مُكللاً بالنصر.
سينتصر شعبنا الفلسطيني العظيم طال الزمن أم وسنعود بإذن الله ومن حطام النكبة يتجدد أمل العودة
المجد للشهداء
والحرية للأسرى الأبطال
والشفاء للجرحى