اليوم الرابع لاشتباكات السودان..معارك مستمرة وتطورات سياسية وبلينكن يتصل بـ"الثنائي"

تواصلت الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لليوم الرابع على التوالي، ما أدى إلى سقوط مقتل أكثر من 185 في صفوف المدنيين، في حين أعلن الجانبان تحقيق إنجازات ميدانية، وسط جهود عربية ودولية لوقف القتال بين الجانبين.
وارتفع عدد قتلى الاشتباكات المستمرة منذ السبت في الخرطوم و7 مدن أخرى في السودان، إلى نحو 185 والجرحى إلى أكثر من ألفين، وتحولت الخرطوم إلى "مدينة أشباح" بعد 3 أيام من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث بات من الصعب على السكان التحرك لقضاء احتياجاتهم في ظل القصف الجوي والاشتباكات العنيفة على الأرض.
أعلنت قوات الدعم السريع الموافقة على هدنة لمدة 24 ساعة من أجل فتح مسارات آمنة لعبور المدنيين وإخلاء الجرحى في السودان.
وفي تصريح لقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، قال إنه “بناءً على الاتصال المباشر مع أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي وجهود الدول الشقيقة والصديقة التي أجرت اتصالات مماثلة دعتنا خلالها إلى وقف مؤقت لإطلاق النار من أجل فتح مسارات آمنة لعبور المدنيين وإخلاء الجرحى نعلن من جانبنا الموافقة على الهدنة المقترحة لمدة أربعة وعشرون ساعة”.
وأكد دقلو في بيانه التزام قواته بالتوجيهات التي صدرت في هذا الصدد اعتبارًا من فجر أمس.
وبحسب دقلو فإن الطرف الآخر لم يلتزم بالهدنة فيما لا تزال طائراته توجه ضرباتها داخل المناطق المأهولة بالسكان في تجاوز وصفه بالسافر.
وطالب دقلو وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن برد لحسم خروقات الطرف الآخر.
في السياق ذاته، أفادت لجنة أطباء السودان المركزية، بوصول إجمالي عدد القتلي المدنيين جراء الاشتباكات إلى 144 قتيلا، فيما بلغ إجمالي الإصابات 1409 حالات إصابة تشمل المدنيين والعسكريين معا.
ويواجه سكان الخرطوم ومدن أخرى صعوبات كبيرة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي وإمدادات المياه عن أكثر من 60 بالمئة من المناطق السكنية، وخلال الأيام الثلاثة الماضية خلت الطرقات من المارة وأغلقت الأسواق والمحال التجارية أبوابها.
ومنذ السبت تشهد الخرطوم ومدن أخرى في البلاد اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، على خلفية خلافات بينهما حول عملية الدمج في قوات موحدة.
تحركات سياسية
بلينكن يتصل بالبرهان ودقلو ويدعو لوقف اطلاق نار
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء، إن التقارير الأولية تشير إلى أن الهجوم على القافلة الدبلوماسية الأميركية في السودان، الاثنين، نفذته عناصر مرتبطة بقوات الدعم السريع.
وأضاف في مؤتمر صحافي في اليابان، أن أفراد القافلة بخير، ولكن "هذا التصرف طائش وغير مسؤول".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تتواصل مع الإمارات والسعودية وبريطانيا بشأن الأزمة في السودان. وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في ختام اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع في اليابان، إن من شأن وقفٍ كهذا لإطلاق النار أن يشكل أساساً للعودة للمفاوضات.
وقال بلينكن، إنه دعا لوقف لإطلاق النار في السودان لمدة 24 ساعة خلال اتصالين مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، إن بلينكن عبّر عن "قلق بالغ" إزاء سقوط ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين السودانيين، ودعا إلى وقف لإطلاق النار في السودان.
وأكد بلينكن "مسؤولية القائدين عن ضمان سلامة المدنيين وأفراد البعثات الدبلوماسية وموظفي المنظمات الإنسانية"، وفقاً للخارجية الأميركية.
وأوضح باتيل، أن بلينكن أبلغ القائدين بأن وقفاً لإطلاق النار "يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال ولم شمل العائلات السودانية والسماح للمجتمع الدولي في الخرطوم بالتأكد من أن وجوده آمن".
مجموعة السبع تحض طرفي النزاع على وقف القتال "فوراً"
حض وزراء خارجية دول مجموعة السبع، الثلاثاء، طرفي النزاع في السودان على "وقف الأعمال العدائية فوراً" والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال الوزراء في بيان صدر بعد يومين من المحادثات التي أجروها في اليابان "نحض طرفي النزاع على وقف الأعمال العدائية فورا دون شروط مسبقة".
ودعوا في البيان "إلى نبذ العنف والعودة إلى المفاوضات واتخاذ خطوات فعالة لخفض التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني".
البرهان: العفو عن كل من يضع السلاح من عناصر "الدعم السريع"
أعلنت القوات المسلحة السودانية يوم الثلاثاء، أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، "أصدر قراراً بالعفو عن كل من يضع السلاح من ضباط وجنود الدعم السريع، وسيتضمن ذلك استيعابهم في القوات المسلحة اعتباراً من تاريخ التبليغ".
"دقلو": بحثت مع بلينكن هاتفياً القضايا الملّحة في السودان
قال قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي" يوم الثلاثاء، إنه أجرى محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وبحثا القضايا الملحة في السودان.
وأضاف "حميدتي" عبر تويتر أنه سيكون هناك "اتصال آخر مع بلينكن لمواصلة الحوار، والعمل يداً بيد من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقاً لشعوبنا".
الجيش يتهم "الدعم السريع" بالاعتداء على منزل سفير الاتحاد الأوروبي
أدانت القوات المسلحة السودانية، فجر الثلاثاء، بـ"أشد العبارات"، سلوك "الدعم السريع" الذي تمثل في استهداف البعثة الأميركية ومقار برنامج الغذاء العالمي في الفاشر، والاعتداء على منزل سفير الاتحاد الأوروبي، واحتجاز أجانب وضباط سودانيين".
وأضافت القوات المسلحة في بيان عبر "فيسبوك"، أنها تدين أيضاً "نهب الأسواق في وادي صالح، إضافة إلى أعمال السلب والنهب لممتلكات المواطنين التي تمت في ولاية الخرطوم بجانب التعدي على المنشآت الصحية الخاصة، وتهديد الكوادر الصحية والطبية، وضرب محطات الكهرباء والمياه، وتدمير الطائرات المدنية الرابضة بمطار الخرطوم".
"الدعم السريع": الجيش هاجم مقر سفير الاتحاد الأوروبي وبعثات دبلوماسية
قالت قوات "الدعم السريع"، الاثنين، إن "جميع القوات منخرطة في المعارك، وتعمل على تأمين المواقع التي استولت عليها من قبضة الانقلابين، ولا توجد أي قوات مُكلفة باعتقالات أو دخول منازل المواطنين"، محذرةً من "أي شخص يرتدي زي قوات الدعم يقوم بمثل هذه الأعمال".
وأشارت قوات "الدعم" في بيان عبر "فيسبوك"، إلى أن "القوات ضبطت عدداً كبيراً ممن يرتدون لباس الدعم السريع، بعد توزيعه عليهم من قبل قادة الانقلاب، وتسليحهم لاختراق القوات، وتسهيل عبورهم بالكباري التي تسيطر عليها، وغالبيتهم من عناصر علي كرتي (عضو المرجعية التنظيمية لحزب المؤتمر الوطني المنحل)، وبعض منسوبي القوات المسلحة"، حسب ما جاء في البيان.
وأضافت أن "قادة الانقلاب نفذوا، جرائم ضد المواطنين، من بينها الهجوم غير المبرر على مقار البعثات الدبلوماسية، مثلما حدث على مقر سفير الاتحاد الأوروبي بالخرطوم في محاولة مكشوفة لإجبارهم مغادرة منازلهم لتنفيذ عمليات عسكرية بالطيران، امتداداً لقصف الأحياء السكنية، وانتهاك القانون الدولي والإنساني".
السيسي: عناصر الجيش المصري تواجدت في السودان لإجراء تدريب مشترك
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الاثنين، إن "موقف مصر هو عدم التدخل في شؤون السودان"، مشيراً إلى أن "عناصر الجيش المصري الموجودة في السودان ما كانت أبداً لتدعم طرفاً على حساب الآخر".
وأوضح السيسي خلال اجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أن "عناصر الجيش المصري تواجدت ضمن بروتوكول لإجراء تدريب مشترك مع الجيش السوداني"، مشيراً إلى أن "نجري اتصالات مكثفة للتأكيد على أمن وسلامة عناصرنا الموجودة في السودان طبقا لبروتوكول للتدريب المشترك".
وأضاف الرئيس المصري أن "القاهرة تجري اتصالات مكثفة للتأكيد على أمن وسلامة عناصرنا الموجودة في السودان طبقاً لبروتوكول للتدريب المشترك".
وتابع الرئيس المصري: "نحن على اتصال بالجيش السوداني، وقوات الدعم السريع من أجل تشجيعهم على إيقاف إطلاق النار، وصولاً إلى تفاوض يؤدي إلى استعادة الاستقرار".
وأكد السيسي أنه "ليس من مصلحة السودان ولا استقراره أن يكون هناك اقتتال داخلي"، مطالباً أطراف النزاع بـ"الجلوس على طاولة المفاوضات".
وأضاف الرئيس المصري أن "الدور الذي يمكن أن تلعبه القاهرة هو إحداث هدوء في الموقف، واستعادة أمن السودان والاستقرار بين الفرقاء".