الجزائر مع فلسطين في إنهاء الاحتلال وحل دائم ومتوازن للقضية الفلسطينية

■ تحتضن الجزائر الفلسطينيين ولا سيما أن ثورة الجزائر في انتصارها هي من ألهمت الشعب الفلسطيني في انطلاق ثورته المجيدة، وأن فلسطين هي ضمير الشعب الجزائري كما عبر عنها الرئيس الراحل هواري بومدين في كلمته الشهيرة «مع فلسطين ظالمة أو مظلومة».
إن الجزائر هي أول من احتضنت مكتب لـمنظمة التحرير الفلسطينية على أراضيها عام 1965، ليكون نافذة للعالم للتعريف بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ولا سيما حقه في دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس إلى جانب توفير كل أشكال الدعم المادي والمعنوي في الدراسة والتدريب والتمويل.
لم تكتف الجزائر بذلك بل واصلت طريقها في دعم فلسطين، حيث وصفهما البعض أنهما «رصاصتان في بندقية واحدة»، فهي من أقرت في قمتها العربية عام 1973 أن م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتجدد الحال عام 1988 في إعلان وثيقة الاستقلال.
وعبدت الطريق نحو فلسطين بخطوات توحيد الصف والذي توّج بـ«إعلان الجزائر» للم الشمل في 13 تشرين أول (أكتوبر) 2022، بمشاركة (14) فصيلاً، وحملت القضية الفلسطينية إلى القمة العربية في تشرين ثاني (نوفمبر) 2022 ودعمتها في حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وتواصل حراكها الدولي لنيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والتي أكد عليها الرئيس عبد المجيد تبون في لقائه الأخير مع قناة الجزيرة، أن «استقرار العالم ككل والشرق الأوسط خصوصاً مرهون بإيجاد حل دائم ومتوازن للقضية الفلسطينية».
ومن اللافت أيضاً أن مبادرة الجبهة الديمقراطية لإنهاء الانقسام كانت في صلب إعلان الجزائر للم الشمل وفي خضم اللقاءات بين قيادة الجبهة الديمقراطية والأشقاء الجزائريين، والتي شكلت أساساً في بنودها والتي رأت قيادة «الديمقراطية» أن الأشقاء الجزائريين لديهم رغبة في تقريب وجهات النظر بين طرفي الانقسام والتي عبر عنها الرئيس تبون وإن تعثرت فهي ماضية في طريقها حتى تحقق الهدف المنشود. لذلك أمام تلك المعطيات والمقاربات الجزائرية الفلسطينية، وفي ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من هجمة شرسة من الحكومة الفاشية الصهيونية بات مطلوباً من الفرقاء الفلسطينيين تنفيذ إعلان الجزائر، كون الوحدة هي إحدى السبل إلى جانب المقاومة بكل أشكالها لإنهاء الاحتلال وإنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ■
12/04/2023