عندما تتساقط الأقنعة (سقوط قناع الديمقراطية الصهيونية)

إنها دولة الإحتلال ، التي قامت على معاناة شعبنا الفلسطيني الذي أقتلع من جذوره والتي صورها زعماء الغرب الاستعماريين لشعوبهم، عبر إعلامهم، على أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط. وظل ذلك القناع ذريعتهم منذ إعلان تأسيسها على أراضي فلسطين، كي يغضوا الطرف عن الإحتلال وممارساته البشعة
حكومة تحكمها قادة قطعان المستوطنين والمتطرفين الفاشيين الإرهابيين النازيين
من وزير مدان بالفساد إلى آخر متهم بالرشوة وخيانة الأمانة، ورئيس وزراء يسعى لتحصين نفسه ضد دخول السجن، عن طريق فرض قانون يحميه مدى الحياة
كانت هناك فرصة من اجل الكشف عن حقيقة الديمقراطية في دولة الاحتلال الغاصب ، حيث حُطمت هذه الإكذوبة ، وكأنه توجد ديمقراطية حقيقية على أرض الواقع
أيها السادة الأفاضل:
لا يوجد للديمقراطية مغزى كبير في دولة محتلة تحتل شعب آخر وتقتل الأبرياء على الحواجز ، وتغتال بالطائرات وتقتحم المدن وتعتقل وتزج مئات الآلاف من أبناء شعب ، كل همه أن يعيش بحرية ، حيث أن قسم كبير من المعلومات حول نشاطها وميزانيتها واجهزتها طي الكتمان ، دون معرفة ممثليهم المنتخبين عن ميزانية وتجارة السلاح والمستوطنات وغيرها.
هذه المواضيع توجد لدى بعض صناع القرار
هذا اذا أضفنا تدفق المليارات الخفي، من المجتمع الدولي من اجل السيطرة على ملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية دون وجود جهة تشريعية، ودون تقارير في وسائل الاعلان. واذا اضفنا الى ذلك تجميد القانون تجاه مواطني الدولة العرب، فسنبقى مع المشهد البشع مجتمع سياسي يمارس الأبرتهايد
بقايا المجتمع السياسي غارقة في الرأسمالية .وهذا نقطة في بحر أحيانا يتم الأمر بشكل مكشوف وأحيانا يتم من خلال الشركات التي تديرها الدولة
فعلى سبيل المثال لا الحصر
منذ العقود الماضية و مع اتساع الرأسمالية على حساب المجتمع السياسي، أقيمت محطات تلفاز تجارية. ولم يفكر أحد من المشرعين في اخراج اجهزة الأخبار الى خارج التجارة . وهكذا يعيش شعبهم نظام وسائل اعلام لا تهتم بالمعلومة بل بالاغراء، ولن تعرف أي شيء عما هو ليس مريحا لك.
صحيفة يديعوت الصهيونية كانت استثنائية حتى عقود مضت ، رغم أنها سميت صحيفة الدولة. هي فقط قامت ببيع التسلية والأخبار. واولئك الذين ارادوا أن يعرفوا قاموا بقراءة صحف اخرى، لا سيما (هآرتس) ، أو قاموا بمشاهدة التلفاز الصهيوني. يكفي أن نقارن تقاريرها من الواقع الفلسطيني من تقارير المحطات التجارية .
أي ديمقراطية تتحكم فيها عصابات من المتدينين الفاشيين، لكن ليست هذه المشكلة بل تطرفهم في مواقفهم السياسية. وحتى لو كان هناك بعض أعضاء هذه الأحزاب من المعتدلين في مواقفهم الشخصية، فهم يدعمون كل السياسات اليمينية بالكامل لحصد المكتسبات المتعلقة بالميزانيات والتمويل والمدارس وغيرها.
ويداهمنا السؤال الأكثر حضوراً :
هل هناك تأثيرات سلبية على العلاقات الخارجية مع المجتمع الدولي بسبب هذه الحكومة؟
للأسف الإدارات الأمريكية المتعاقبة وحكومات الغرب يتناغمون مع كل جديد في المجتمع الصهيوني ومن الطبيعي أن حكومة أكثر يمينية وتطرفًا يجب أن تثير غضباً في العالم، وهناك بوادر لهذا الأمر، حيث قام صندوق نرويجي كبير بسحب استثماراته من دولة الاحتلال ، ونأمل أن يخرج ذلك لحيز التطبيق، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية قالت إنها لن تتعامل معها، لكن جاء وزير الخارجية الأمريكي بلنيكين وكأنه لا يوجد تغييرات
ربما تعتذر إدارة بايدن عن استقبال الإرهابيين والفاشيين مثل بن غفير وبتسلئيل سموتريتش لكنها ستواصل العمل مع نتنياهو، وهناك تساؤل حول إمكانية استمرار العلاقات الحميمية بين الأجهزة الأمنية، لتل أبيب وواشنطن في ظل هذه الحكومة.
هناك في أمريكا من هو معني باستمرار هذه العلاقة ويقولون إن العلاقة مع دولة الإحتلال ( صنيعتهم ) لن تنكسر مهما فعلت تل أبيب وهو أمر خطير.
أما الموقف الأوروبي هناك تردد في هذا الأمر، ولم نسمع أي موقف محدد، سوى عدم تجديد اتفاقيات الأمن وتبادل المعلومات مع أوروبا بسبب الوزير الجديد، حتى الآن البوادر وردود الفعل العالمية فاترة، وكذلك رد الفعل العربي ضعيف جداً
مع أن هناك فرصة لفضح السياسات الصهيونية ومحاصرتها دولياً حتى تمتثل للقانون الدولي، لكن للأسف الشديد العالم العربي في وضع صعب ويخضع للعصا الأمريكية الغليظة
أيها السادة الأفاضل:
إن اختبار أية ديمقراطية يكمن في مستوى المساواة والعدل نحو الأقليّات الذين يعيشون فيها
كيف تصبح دولة الإحتلال ديمقراطية وهي تمارس التمييز العنصري ضد أبناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر عام 48 ، خاصة في التعليم والميزانيات ....الخ
ومن هذا المنطلق دولة الإحتلال دولة غير ديمقراطية ولن تكون ديمقراطيّة حقيقيّة ، خاصة انها تحتل شعب آخر وكل يوم تنفذ المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية