وفاة 9 مرضى سرطان في غزة خلال 2022 بسبب قيود الاحتلال

قال مركز حقوقي فلسطيني، اليوم السبت، إن 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال من مرضى السرطان توفوا خلال عام 2022 بسبب مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي حرمان المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة من تلقى العلاج خارج قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون “إيرز” شمال القطاع.
ويصادف 4 فبراير/ شباط من كل عام اليوم العالمي للسرطان، وهي مناسبة يتضامن فيها العالم ويؤكد على أهمية المساعي الرامية للوقاية من مرض السرطان وخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية وتثقيف المجتمعات وتوعيتها بمرض السرطان، وتقديم الدعم والمساندة لمرضى الأورام.
وأوضح مركز الميزان لحقوق الإنسان إن المناسبة تأتي هذا العام وقطاع غزة يخضع لحصار مشدد منذ أكثر من 15 عاماً، ما أفرز ظروفا معقدة وقيودا مشددة يعاني منها مرضى السرطان في قطاع غزة، تسببت في مخاطر حقيقية تهدد حياتهم، جراء مواصلة سلطات الاحتلال حرمان المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة الذين يتلقون العلاج في المرافق الطبية خارج القطاع من الوصول إلى العلاج، الأمر الذي أسفر عن وفاة 9 مرضى من بينهم 3 أطفال خلال عام 2022.
وأضاف الميزان أن الخدمات الصحية في قطاع غزة تواجه قيود إضافية، جراء حظر سلطات الاحتلال السماح بدخول المعدات والأجهزة الطبية، حيث أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عرقلة وحظر دخول الأجهزة الطبية التشخيصية، التي تستخدم في تشخيص وعلاج مرضى الأورام من بينها أجهزة الأشعة التداخلية، وأشعة الألتراساوند، كما تحظر دخول بعض قطع الغيار اللازمة لإصلاح الأجهزة الطبية المتعطلة، مما يترتب عليه تداعيات خطيرة على صحة وحياة المرضى.
وأشارت الإحصائيات والتقارير المتوفرة إلى ارتفاع أعداد مرضى السرطان، وسجل معدل الحدوث ارتفاعاً بين السكان، حيث كانت نسبته عام 2016 بمعدل 89/100,000 من السكان، وارتفعت النسبة إلى 91.3 في عام 2021، وخلال الأعوام الممتدة بين (2016-2020) بلغ عدد المصابين 8,903 إصابات جديدة بالسرطان، توفي من بينهم 3,112 مريضا، ومن بين الحالات الجديدة المسجلة تم تشخيص 4,807 حالات بين الإناث، و4,096 بين الذكور. وفي عام 2021 بلغ عدد الإصابات الجديدة 1952 حالة، فيما سجلت 610 وفيات من المرضى.
وتظهر البيانات إلى أن سرطان الثدي هو النوع الأكثر شيوعاً، حيث تبلغ نسبته 18.6 % من إجمالي أنواع السرطان، ويحتل المرتبة الأولى بين سرطانات الإناث حيث يمثل ما نسبته 34.3 % من أنواع السرطان التي تصيب الإناث، بينما سرطان القولون هو النوع الأكثر شيوعاً بين الذكور ويمثل 14.5% من سرطانات الذكور.
وقال مركز الميزان “وفي ظل هذه المؤشرات يلاحظ ضعف الجهود المبذولة والرامية إلى توطين الخدمة الصحية لمرضى الأورام، على الرغم من اعتماد وتخصيص مستشفى الصداقة التركي كمركز لعلاج مرضى الأورام، وبالرغم أنه مهيأ لتقديم الخدمات العلاجية لمرضى الأورام، إلا أنه يفتقر إلى خدمات العلاج الإشعاعي، والخدمات التشخيصية بالنظائر المشعة الطبية، بالإضافة إلى العجز في العلاجات الكيماوية”.
وكشفت الإدارة العامة للصيدلة أنه خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول 2022، بلغ العجز في الأدوية 207 أصناف دوائية من قائمة الأدوية المتداولة بنسبة عجز 40 %. وأظهرت نسبة العجز في أصناف أدوية مرضى السرطان وأمراض الدم أنه من أصل 63 صنفا لمرضى السرطان وأمراض الدم بلغت الأصناف الصفرية 23 صنفا دوائيا، و6 أصناف لا تكفي إلا لفترة تمتد من (1-3) شهور وفق بيان الميزان.
وأكد مركز الميزان لحقوق الإنسان أن استمرار الحصار الإسرائيلي والقيود المشددة المفروضة على حرية الحركة والتنقل للمرضى وخاصة أصحاب الأمراض الخطيرة، ومواصلة حظر دخول الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة لتشخيص مرضى الأورام يترتب عليها مخاطر حقيقة تهدد حياة المرضى وتضاعف من معاناتهم وآلامهم.
وطالب مركز الميزان لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لإنهاء حصار قطاع غزة والتوقف عن الإجراءات والممارسات، التي تؤدي إلى تدهور خدمات الرعاية الصحية والمحددات الأساسية للصحة، وإنهاء المعوقات الإسرائيلية أمام وصول الفلسطينيين لخدمات الرعاية الصحية، وضمان احترام التزاماتها الناشئة عن القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والسماح بحرية دخول المعدات والأجهزة الطبية.
كما طالب الأطراف الفلسطينية بضرورة العمل على مضاعفة الجهود لتوطين الخدمات الصحية، وتنمية القطاع الصحي وتأهيل وترميم البنية التحتية في المرافق الصحية، ولا سيما أقسام مرضى الأورام، وزيادة النفقات التشغيلية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية بكميات كافية وخاصة لمرضى الأورام، ومضاعفة الجهود لإدخال كافة المعدات والأجهزة اللازمة لتوطين الخدمة.