بلينكن في تل أبيب يساوي بين الضحية والجلاد .. زيارة بلينكن للقاهرة: خلافات حول 3 قضايا.. ودعوة "لوقف العنف"

تحدثت مصادر دبلوماسية أميركية في القاهرة، وأخرى حقوقية مصرية، عن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، التي استغرقت يومين، التقى خلالها نظيره سامح شكري، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وبحسب مصادر دبلوماسية أميركية في القاهرة، فإن محادثات بلينكن مع المسؤولين شابها بعض التوتر، موضحة أن الإدارة الأميركية تلقت أخيراً إفادات سلبية بشأن التعاون المصري مع مخرجات واتفاقات جرت خلال "منتدى النقب"، الذي يضم مصر والإمارات والبحرين والمغرب، إلى جانب أميركا و"إسرائيل".
وأوضحت المصادر أن من أسباب التوتر هو عدم رضى الإدارة الأميركية عن التحركات المصرية على صعيد الأزمة الليبية، حيث جرى التباحث، بشأن ضرورة عمل القاهرة على دعم الرؤية الأميركية نحو الذهاب مباشرة للانتخابات في ليبيا، وعدم العمل على تشكيل حكومة انتقالية جديدة، وذلك في ظل رفض القاهرة التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة.
مصر مستاءة من تهميشها بملف السودان
وكشفت المصادر أن المسؤولين المصريين أبلغوا بلينكن استياء القاهرة بسبب تهميشها فيما يخص التعامل مع الأزمة السياسية في السودان، رغم كونها تمس مصر بشكل مباشر، كونها دولة جوار وامتدادا لأمنها ومصالحها من الجهة الجنوبية.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين المصريين طالبوا بلينكن بضرورة إشراك القاهرة في مساعي الحل المتعلقة بالأزمة السودانية، في الوقت الذي تشارك فيه كل من الإمارات والسعودية ضمن الرباعية الدولية، التي تضم أيضاً أميركا وبريطانيا.
وبحسب المصادر فإن ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي شغل أيضاً حيزاً من المباحثات بين الجانبين، حيث أبدى المسؤولون في مصر استياءهم من المماطلة الإثيوبية، مطالبين واشنطن بضرورة ممارسة مزيد من الضغط على أديس أبابا من أجل إحياء مسار المفاوضات.
ورغم التباينات بالمواقف واستياء القاهرة، غرد بلينكن عقب لقاء السيسي أمس الإثنين، إنه "عقد لقاءً هاماً مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول العلاقة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة"، مشيراً إلى أنه تناول مع السيسي دور مصر المهم في الاستقرار الإقليمي والتعاون الثنائي وأهمية التقدم في حقوق الإنسان.
بحث التهدئة بين الفلسطينيين و"إسرائيل"
من جانبه، قال شكري إنه أجرى مباحثات مع بلينكن تضمنت بحث سبل تحقيق التهدئة، والعمل على منع أي نوع من التصعيد، وإيجاد نوع من الإطار السياسي لوضع حل دائم وشامل لحل الدولتين.
وأضاف شكري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن، أن القاهرة تعول على التعاون مع واشنطن لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وأن المباحثات عكست التقارب في المصالح الاستراتيجية بين البلدين.
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي إن اللقاء بين السيسي وبلينكن تطرق إلى قضية سد النهضة، حيث أكد السيسي على "موقف مصر الثابت في هذا الصدد، من خلال ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة، ويحفظ الحقوق المائية والتنموية لجميع الأطراف، مشدداً على أهمية الدور الأميركي للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة".
بينما أكد بلينكن، بحسب البيان الرئاسي المصري، أن واشنطن تعول على التنسيق الحثيث مع القاهرة لاستعادة الاستقرار وتحقيق التهدئة، واحتواء الوضع ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضح راضي أنه في هذا السياق تم استعراض التطورات والأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، والجهود المشتركة والمساعي المصرية الجارية لاحتواء التوتر المتصاعد خلال الأيام الماضية، حيث أشار السيسي إلى أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري في إطار المسارين السياسي والأمني لتهدئة الأوضاع والحد من اتخاذ أي إجراءات أحادية من الطرفين، مؤكداً موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، وعلى نحو يحل تلك القضية المحورية في المنطقة ويفتح آفاق السلام والاستقرار والتعاون والبناء.
من القاهرة الى تل أبيب
من القاهرة توجه بلينكن الى تل أبيب حيث التقى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، دعا بعد اللقاء إلى “وقف – ما سماه - العنف والتصعيد الذي أدى إلى إزهاق أرواح من الجانبين”، معتبرا أن “كل ما يبعدنا عن حل الدولتين يضر بأمن "إسرائيل" على المدى الطويل”.
وكعادة الساسة الأمريكييين والغربيين، ساوى بلينكن في تعليقه بين الضحية والجلاد، مطالبا "جميع الأطراف أن تعمل على إعادة الهدوء ووقف العنف والتصعيد الذي أدى إلى إزهاق أرواح الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وأضاف: “هدفنا هو تحقيق المساواة بين المواطنين "الإسرائيليين" والفلسطينيين، كل ما يبعدنا عن حل الدولتين يضر بأمن "إسرائيل" على المدى الطويل”.