لقاء سياسي مع نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان حول آخر التطورات في الساحة الفلسطينية

عقد أنصار الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في دول أوروبا وأميركا الشمالية واللاتينية ودول عربية لقاءً سياسياً موسعًا ضم صفًا واسعاً من الساحة الأوروبية والدائرة الشمالية واللاتينية والدائرة العربية للجبهة، بحضور الرفيق فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة، الذي تناول آخر التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية، والتحديات التي تواجه القضية الوطنية في ظل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة برئاسة بنيامين نتياهو، والمهام المطروحة على الحركة الوطنية الفلسطينية، عبر تطبيق «زووم» على الانترنت.
اعتبر الرفيق سليمان في كلمته أن القضية الفلسطينية لم تشهد منذ انطلاقتها مثل الحكومة الاسرائيلية الحالية الأكثر تطرفًا من جميع الحكومات السابقة، الهادفة إلى تنفيذ المشروع الصهيوني وتطبيقه على حساب الشعب الفلسطيني من خلال الانتقال من التوسع في المستوطنات إلى عملية ضم الاراضي الفلسطينية، وتكثيف المستوطنات لشرعنتها لاحقًا بالمفهوم الاسرائيلي، والانتقال إلى بعد ذلك للتعاطي مع المسجد الاقصى بناء على سياسة الامر الواقع، من خلال عمليات التهويد المكانية والزمانية.
وأكد سليمان أنه مهما بلغ الصراع الاسرائيلي الداخلي، لن يؤدي ذلك الى فتح افاق جديدة على الصعيد الفلسطيني، ولن يترتب عليه اي فروقات جوهرية متعلقة بالحقوق والمطالب الوطنية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي، أشار سليمان إلى أن الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، يجب تنظيم نفسه بشكل مستقل، من أجل مناهضة العنصرية التي ستزداد بشكل أكبر مع حكومة نتياهو اليمينية المتطرفة.
وأما على المستوى الفلسطيني العام، قال الرفيق فهد سليمان أن الشعب الفلسطيني مازال في حالة المواجهة مع الاحتلال، وتتصاعد وتيرتها في الضفة والقدس، لكن الشعب الفلسطيني مازال يعاني من عدم تبني إستراتيجية وبرنامج موحد، وراءها غرفة عمليات مشتركة، تحقق له أهدافه بقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
أما على المستوى الدولي، فقد أكد أن هناك تطورات دولية كبرى ستؤدي حتمًا الى خلق نظام دولي يدخلنا بمرحلة جديدة شبيهة بالمرحلة التي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي، وتفرد الولايات المتحدة الاميركية، حيث تمتعت الحرب الروسية – الاوكرانية في العام 2022، بعدد من السمات الرئيسية، منها أنها ليست حرباً اقليمية بل عالمية لان الحلف الاطلسي منخرط ومشارك بها بشكل مباشر، ما أدى إلى مجموعة من المضاعفات لقيادة تحالفات عسكرية في ألمانيا، بريطانيا، وبعض الدول الاسيوية.
وقال سليمان إنه «يجب أن يعطي النظام العالمي الجديد فرصة لدول العالم الثالث، وفتح فسحة أمل للعمل على ضرب المشروع الصهيوني الذي يواجه الشعوب العربية مجتمعة، معتبراً أن الشرق الاوسط هو ساحة رئيسية للصراع الدولي وليس صحيحاً ان الولايات المتحدة الاميركية قلصت دورها من الشرق الاوسط لأنها مضطرة البقاء فيه من خلال سعيها لمواجهة ايران والمقاومة المناهضة للمشروع الصهيوني، وهذا ما يعكس الخوض في هذا الصراع لاستنزاف العدو الاسرائيلي والأميركي، ما يقود إلى حرب عالمية ثالثة، وهذا يضعنا امام ضرورة تقوية أوضاعنا والتخطيط لعشر سنوات قادمة واقامة التحالفات الصحيحة لتمكين شعبنا من الصمود».
تخلل المجلس السياسي عدداً من المداخلات الرئيسية حول أهمية دور الجاليات الفلسطينية للعمل على مواجهة المشروع الصهيوني، والانقسام الفلسطيني، وما طرحته الجبهة خلال الحوار في الجزائر وموسكو.