الهولوكست في المنهاج الإماراتي.. تطبيع ثقافي أم أخطر من ذلك؟!

بتغريدة عبر تويتر أطلقتها سفارة الإمارات في واشنطن بأن الدولة الاتحادية سوف تبدأ بإدراج مواد عن "الهولوكوست" في منهاج التاريخ في المدارس الابتدائية والثانوية بكلّ أنحاء البلاد.

وأفادت السفارة في تغريدة على موقع تويتر بأنّه "في أعقاب اتفاق أبراهام التاريخي، سوف تُدرِج الإمارات الآن الهولوكوست في مناهج المدارس الابتدائية والثانوية".

ولم تقدّم السفارة أيّ تفاصيل عن المناهج التعليمية المتوقّعة في هذا السياق، في حين أنّ السلطات التعليمية في الإمارات، وهي اتّحاد مؤلّف من سبع إمارات، لم تقرّ على الفور بالإعلان الاثنين.

ويأتي هذا الإعلان بعد أكثر من ثلاثة أعوام على تطبيع الإمارات العلاقات مع إسرائيل في (2020)، في إطار "اتفاق أبراهام"، كجزء من صفقة توسّطت فيها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

كذلك يأتي قبل اجتماع مجموعات عمل "منتدى النقب" في أبو ظبي هذا الأسبوع، والذي انبثق عن عدد من اتفاقيات التطبيع. وسوف يحضر الاجتماع مسؤولون من البحرين ومصر والمغرب والإمارات و"إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية.

وكان معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (IMPACT-se)، ومقره في لندن و"تل أبيب"، يعمل مع وزارة التعليم الإماراتية من أجل وضع منهج جديد سوف يكون متاحاً للطلاب في المرحلتين الابتدائية والثانوية.

التطبيع الثقافي

حساب "إسرائيل بالعربية"، في منشور على تويتر، قال "فيما يعدُّ قرارا  تاريخيا، أعلنت دولة الإمارات أن المنهج التعليمي في المدارس الثانوية فيها سيشمل تعليم تاريخ الهولوكوست، أي محرقة اليهود على يد الوحش النازي".

كما أن دولة الإمارات منذ توقيع اتفاقيات التطبيع قبل 3 سنوات، شرعت بخطوات عميقة في العلاقة مع كيان الاحتلال على مختلف المستويات، السياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية، وحاليًّا التعليم وصولا لإقرار تدريس الهولوكست.

وسبق أن أقيم في دبي (26 مايو/ أيار 2021) معرض عن (الهولوكوست) تحت عنوان "نحن نتذكر" في متحف "معبر الحضارات".

وقال مؤسس المتحف، أحمد عبيد المنصوري، "مهم جدا بالنسبة إلينا التركيز على مأساة الهولوكوست في التعليم، لأن التعليم هو الوسيلة المضادة للجهل"، على حد زعمه.

سعي لطمس الجرائم
رشيدة قادري، وهي تربوية جزائرية، أكدت في حديث لمصادر محلية  أن إدراج الهولوكست في المناهج التعليمية لأي من الدول المطبعة "في إشارة للإمارات" يعبر عن سعي إسرائيلي حثيث لطمس جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.

وقالت إن الإسرائيليين يستخدمون ما يطلق عليه "الهولوكوست" كفزاعة للتغطية على جرائمهم، بمعنى أنه بمجرد الحديث عن الجرائم الإسرائيلية أو الاحتلال فوراً يتم توجيه الاتهام للمتحدث بمعاداة السامية.

وأوضحت قادري أن خطوة تدريس الهولوكست يعبر عن خطوة متقدمة جدًّا في التطبيع والتطبيع الثقافي على حد الخصوص، ما يهدد الوعي الجمعي للطلبة وصولا للانصهار المنشود.

وجاء في تقرير صحفي  أن الربط الذي يحاول الإسرائيليون ترسيخه، هو ربط غير سليم من الناحية العلمية إذ لا توجد علاقة بين معاداة اليهود وبين معاداة "إسرائيل" كدولة احتلال تمارس العنف ضد الفلسطينيين.

وعند الحديث عن تدريس الهولوكوست، فإن الأمر لا يقتصر على القراءة التاريخية المجردة للهولوكوست، وإنما قراءة تاريخية بأجندة سياسية إسرائيلية، كون الحركة الصهيونية استغلت مجموعة من الأحداث التي حدثت مع اليهود في أوروبا مثل ألمانيا وروسيا، وتعاملت معها كأحد المبررات والدوافع لاستعمار فلسطين واحتلالها تحت شعار تخليص اليهود من الظلم الواقع عليهم.

 

disqus comments here