تمثيل عربي وغربي... الأردن: مؤتمر بغداد "2" يؤكد على أمن العراق واستقراره

مؤتمر انطلق من العراق وصولاً لدورته الثانية في العاصمة الأردنية عمان، يؤكد فيه على دعم بغداد وسيادتها وأمنها، ولإضفاء الاستقرار للعملية السياسية هناك، ولإعادة الإعمار بما يناسب الشعب.

وذلك لتحقيق الهدف الأعلى وهو الحفاظ على أمن المنطقة، وتعزيز الاستقرار في الدول، وتنميتها.

ويشارك بالمؤتمر الرئيس المصري، والرئيس الفرنسي، ورئيس مجلس الوزراء العراقي، وحاكم رأس الخيمة في دولة الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي، ووزراء خارجية السعودية وعُمان والبحرين وقطر وإيران.

والأمين العام لجامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس في منظمة التعاون الإسلامي، والسفير التركي في عمان، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق.

وفي كلمة ألقاها العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين قال فيها:" إن أمن العراق ركن أساسي في أمن منطقتنا ونؤمن بحاجة المنطقة إلى الاستقرار والسلام العادل والشامل".

وأضاف:" اعتزاز الأردن باستضافة المؤتمر، والذي يعكس المكانة الخاصة للعراق الشقيق بالنسبة للمملكة، مثمنا تعاون رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوادني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد هذا المؤتمر المهم.

ولفت إلى دور العراق المحوري والرئيسي في المنطقة وفي تقريب وجهات النظر لتعزيز التعاون الإقليمي، مبينا أن انعقاد المؤتمر يؤكد تصميم الجميع على العمل مع العراق حكومة وشعبا من أجل مزيد من الازدهار والتكامل.

واعتبر أن المؤتمر يمثل فرصة للبناء على مخرجات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي انعقد العام الماضي، ويعيد التأكيد على دعم المشاركين لجهود العراق في مواصلة مسيرته نحو التنمية والازدهار وتعزيز أمنه واستقراره واحترام سيادته.

وأشار إلى أن المؤتمر ينعقد في وقت تواجه فيه المنطقة الأزمات الأمنية والسياسية، وتحديات الأمن الغذائي والمائي والصحي، بالإضافة إلى الحاجة لتأمين إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد والتعامل مع تداعيات التغير المناخي.

وشدد على إيمان الأردن بحاجة المنطقة للاستقرار والسلام العادل والشامل والتعاون الإقليمي، خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، مبينا أن مواجهة التحديات المشتركة تستدعي عملا جماعيا تلمس شعوبنا آثاره الإيجابية.

وأشار إلى مشاريع التعاون بين الأردن والعراق بالإضافة إلى الأشقاء العرب سواء في قطاعات الطاقة أو الصناعة أو النقل، والتي تعززت من خلال آلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق.

وختم حديثه بالقول "إن التحديات التي تواجهنا كثيرة وتزداد تعقيدا، لكننا نؤمن أيضا أن هذا المؤتمر ينعقد من أجل خدمة مصالحنا المشتركة، لضمان أمن العراق وازدهاره واستقراره ركنا أساسيا في منطقتنا، ونتطلع لمواصلة العمل معكم لتعميق شراكاتنا خدمة لشعوبنا".

فيما قال وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان إن الحوار والتعاون بين دول الإقليم ليس خيارا بل هو ضرورة ملحة.

وأضاف:" أن استقرار وهدوء إيران يرتبط باستقرار وأمن المنطقة بأسرها".

وأكّد عبداللهيان أن سياسة إيران الثابتة تجنب الحرب والعمل لاستعادة الأمن والاستقرار".

وتابع:"لا يمكن شراء أو استيراد الأمن وعهد تولي السياسات الخاطئة قد ولى...وموقف إيران ثابت بالحفاظ على سلمية برنامجها النووي ولن تغير هذا الموقف"، وفق عبد اللهيان.

وأشار إلى أنه "ومنذ بدء حكومة إيران الجديدة عملها طورت علاقتها مع الدول المجاورة ومنها جمهورية العراق، وتؤكد على دعم حكومة العراق للرقي والازدهار".

وأوضح أن "ارتفاع التبادل التجارية والاجتماعات المتبادلة مع كبار المسؤولين في المنطقة وعقد اللجان السياسية الاقتصادية المشتركة وتعزيز أوجه التعاون يدل على اهتمام الجمهورية الإيرانية بجيرانها المنطقة".

فيما أكد وزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني على حرص البحرين على تعزيز التعاون الدولي من أجل أمن العراق والحفاظ على استقراره وسيادته.

وأضاف خلال افتتاح مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في دورته الثانية باستضافة الأردن: "نشكر جهود جلالة الملك عبد الله لتعزيز التعاون العربي المشترك"

وأشاد الزياني بآلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق وما تم عليه الاتفاق من مشاريع تدعم اقتصاد العراق.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن مصر تؤكد على رفضها لأي تدخلات خارجية فى شؤون العراق.

وأكد السيسي على أهمية مواصلة الجهود المشتركة لرفع قدرات مؤسسات الدولة العراقية في مختلف المجالات، كون ذلك هو السبيل الأمثل فى الحفاظ على أمن وسيادة هذا البلد العريق، وهو ما ستنعكس آثاره على أمن سائر دول المنطقة.

وأضاف الرئيس المصري في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بالأردن: "إيمانا من مصر بفوائد التعاون المتبادل البناء، فقد شاركنا مع العراق والأردن، في تدشين آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث، كأحد أطر العمل العربي المشترك الرامية إلى تحقيق التكامل على نحو يخدم مصالح شعوبنا الشقيقة، في ضوء ما يربطها من علاقات تاريخية وأخوية ووحدة مصير وأهداف مشتركة، وأجدد التأكيد في هذا الخصوص على اعتزامنا المضي قدما في تنفيذ المشروعات المشتركة الجاري دراستها حاليا في إطار الآلية، وبما يسهم في تحقيق التنمية المأمولة لشعوبنا، ويتيح المجال لهم للاستفادة المتبادلة من قدرات بعضها".

واختتم السيسي كلمته، قائلا: "أود أن أتوجه بكلمة إلى شعب العراق الشقيق، فأقول، يا شعب بلاد الرافدين العظيم، إنني على ثقة تامة في قدرتكم على المضي قدما صوب مستقبل أكثر ازدهارا متسقا مع حضراتكم العريقة التي أسهمت في تشكيل تاريخ الإنسانية، وكلي يقين أن ما تتسمون به من تعددية وما تمتلكونه من إمكانيات سيتيح لكم تجاوز أي تحديات مهما بلغت.. لقد حققتم الكثير في سبيل استعادة بلادكم وعليكم استكمال إنجازاتكم على طريق البناء والتنمية والتطوير، وستجدون في مصر دائما عونا لكم وسندا لتطلعاتكم وخياراتكم ليبقى العراق دائما إحدى قلاع العروبة ومن اهم مراكز الحضارة في العالمين العربي والإسلامي".

وأكد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني أهمية التعايش السلمي وحل الخلافات عن طريق الحوار، بعيداً عن استخدام العنف.

وقال:" إنه لا بد لنا جميعاً من مواصلة العمل المشترك والتكاتف لمحاربة الفكر المتطرف بجميع أشكاله".

وأشار السوداني إلى أن مكافحة الفساد أولوية، وقد بدأنا بها من أعلى المستويات ونطلب مساعدة الدول الشقيقة والصديقة من خلال تسليم المطلوبين وأموال العراق.

وأكد أن العراق منفتح أكثر على بناء شراكات إقليمية ودولية مبنية على المصالح المشتركة، وسلسلة المؤتمرات هذه لها دورها في توسيع التعاون الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن الأولوية الآن لتعزيز أواصر التعاون والشراكة بين دولنا.

ولفت السوداني إلى السعي للعمل معاً للتحول من دول مستهلكة إلى مصنّعة من خلال إنشاء مناطق صناعية مشتركة، مبيناً أهمية مؤتمر بغداد في الخروج بالنتائج التي تحقق الاستقرار والازدهار في المنطقة.

ومن جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن "العراق أصبح مسرحا لانتهاكات وتدخلات تزعزع استقرار المنطقة كلها".

وذكر أن "العراق أحد ضحايا غياب الاستقرار الأمني في المنطقة"، مشيرا إلى أن "منطقة الشرق الأوسط تمتلك كل المقومات لتكون في مقدمة الأجندة الدولية"، ولكنه "تعاني من انقسامات وتدخلات تؤثر على استقرارها".

وقالت الرئاسة الفرنسية إن "الهدف من اجتماع كهذا هو جمع جيران العراق وشركائه حول الطاولة في محاولة للمضي قدما عبر تعزيز الحوار".

ويهدف المؤتمر، وفق الإليزيه، إلى "تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار أن العراق بلد محوري فيها".

ويشكل المؤتمر أول لقاء دولي رفيع المستوى يرأسه رئيس الوزراء العراقي الجديد، محمّد شياع السوداني، الذي جاء تعيينه بعد جمود سياسي استمر لأكثر من عام.

وقال الأمين العام لجامعة الدولة العربية أحمد أبو الغيط:" إننا نجتمع اليوم، والعراق يشهد مرحلة تحول مهمة في تاريخه المعاصر.. حيث يتخذ خطواتٍ ملموسة على صعيد استعادة التوازن في علاقاته بمحيطه العربي والإقليمي.. وذلك بعد تشكيل حكومة جديدة جاءت في أعقاب مخاض عسير شهد استقطاباتٍ داخلية حادة، نجح العراقيون في احتوائها بمنطق السياسة وآلية الحوار.. وندعو ونرجو أن يستمر هذا النهج الاحتوائي في المستقبل من دون إقصاء لأي طرف أو جماعة سياسية، حفاظاً على السلم الأهلي للبلاد.. بكل مكوناته وأطيافه.

وتابع:" لقد أخذت هذه الحكومة على عاتقها مهمةً صعبة من أجل استعادة ثقة الشعب وتخفيف معاناته.. ونحسب أن العراقيين يتطلعون لمرحلة جديدة تطوي صفحة المحن والمآسي التي عانى منها العراق على مدى عقود.. وبما يُمكِّن هذا البلد من تحقيق الازدهار والتنمية، والقيام بدوره في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة... بعيداً عن أية تجاذبات إقليمية أو مساعٍ لبسط النفوذ أو الهيمنة.

وأضاف:" إن العراق لا ينبغي له أن يكون ساحة للصراع أو تصفية الحسابات... وإننا نجتمع اليوم لنقول إننا ندعم حق العراقيين في أن يروا مستقبلاً أفضل لأبنائهم، وأن يحققوا تطلعاتِهم المشروعة في النمو والاستقرار بتوظيف الإمكانيات الهائلة لبلدهم.

وتابع:" ثمة نقاط مضيئة على الساحة الإقليمية.. هناك إدراك لدى الدول بأن التعاون وبناء شبكات من المصالح المتبادلة ... يُمثل مساراً لا غِنى عنه من أجل تجاوز الصعوبات الاقتصادية.. إن موارد المنطقة يمكن أن تتعاظم مراتٍ ومراتٍ إن هي استُغلت في إطار من التعاون البنّاء.. وتمثل المشروعات الطموحة بين عددٍ من الدول العربية -من الربط الكهربائي إلى الاستثمارات المشتركة في البنية الأساسية- طاقةَ أملٍ لشعوب المنطقة وشبابها.. ولا شك أن هذا الاجتماع يُعد منصةً مهمة لتعزيز هذا النوع من التعاون والتشبيك عبر الإقليم.

وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وقوف المملكة جنبا إلى جنب مع العراق لصون استقراره وحفظ سيادته ودعم جهودته التنموية واستعادة مكانته التاريخية.

وفي كلمته خلال مؤتمر بغداد للتعاون في الأردن، قال إن بلاده تدعم العراق وتقف معه لاستعادة مكانته التاريخية أرضا للحضارة والعلم والمعرفة والنهوض به إلى مرحلة جديدة تقدم مصلحته الوطنية على أي اعتبارات آخرى.

كما أكد وقوف المملكة مع الشعب العراقي صفا واحد في محاربة الأرهاب والتطرف، وكل من يسعى للدمار والخراب.

وأعرب فيصل بن فرحان عن ترحيب الممكلة باستعادة العراق لدورة الايجابي البناء لتعميق الثقة والشراكة والسلم اقليلما ودوليا، مؤكدا رفض المملكة لأي تدخل في الشأن العراقي.

وأضاف وزير الخارجية السعودية قائلا "لن ندخر جهدا في سبيل دعم التعاون مع العراق وتعزيز الفرص الاستمثارية الواعدة للشركات(...) وتؤكد المملكة عزمها المضي قدما في تفعيل وتعزيز خطط والمائي "

وأعرب عن اشادة المملكة بإرادة العراق السياسية في عزم دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على مواجهة التحديات وتكريس الأمن والاستقرار، لتحقيق طموحات وتطلعات الشعب العراقي الشقيق.

وأكد بن فرحان دعم المملكة العربية السعودية لجهود إعمار العراق وتفعيل الربط الكهربائي.

أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن قمة بغداد خطوة مهمة على طريق عودة العراق لدوره الطبيعي في محيطه الإقليمي.

وقال المزروعي:" إن الحضور الدولي في المؤتمر يعبر عن دعم العراق والمؤتمر خطوة مهمة على طريق عودة العراق بين محيطه الإقليمي والدولي".

وأضاف إن "الإمارات تقف إلى جانب العراق وتنظر لمؤتمر بغداد باهتمام كبير" مشددا على أن "دعم العراق موقف دائم للإمارات".

فيما قال الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة:" فرصة للبناء على مخرجات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد خلال العام الماضي ويجدد تأكيد دعم المشاركين لجهود العراق في مواصلة مسيرته نحو التنمية والازدهار وتعزيز أمنه واستقراره واحترام سيادته".

وأشار إلى أن المؤتمر ينعقد في وقت تواجه فيه المنطقة الأزمات الأمنية والسياسية وتحديات الأمن الغذائي والمائي والصحي إضافة إلى الحاجة لتأمين إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد والتعامل مع تداعيات التغير المناخي.

قال السفير التركي لدى الأردن إسماعيل أرماز، إن بلاده حريصة على استقرار العراق بشكل دائم.

وأضاف في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، أن العراق يحتاج وحدة أراضيه وسلامته، مشددا على أهمية إتباع علاقات متوازنة.

وعبر عن تطلع بلاده لنجاح الحكومة العراقية، مؤكدا الاستعداد للعمل على معالجة القضايا العالقة على الفور.

وحذر من خطورة التدخلات الخارجية على الاستقرار في العراق، لافتا إلى أنه يجب العمل على القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدد الشعوب والدول.

ونوه بأن مكافحة الإرهاب أولوية قصوى للحكومة التركية، مؤكدا عدم التسامح أبدا مع أي تهديدات قال إن مصدرها هي المناطق المجاورة لبلاده.

البيان الختامي لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة – الدورة الثانية (2022)
في ضوء قرار مؤتمر بغداد الذي التأم في الثامن والعشرين من آب عام 2021، وبدعوة من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وبعد التنسيق مع فخامة الرئيس ايمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، ودولة السيد محمد شياع السوداني، رئيس مجلس الوزراء في جمهورية العراق، استضافت المملكة الأردنية الهاشمية مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة في منطقة البحر الميت في العشرين من كانون أول 2022.
وأعرب المشاركون في المؤتمر عن شكرهم للمملكة الأردنية الهاشمية لاستضافة المؤتمر وحسن تنظيمه. كما ثمن الأردن والعراق دور الجمهورية الفرنسية التنسيقي في إطلاق مؤتمر بغداد ومشاركتها في دورتيه.
وأكد المشاركون استمرار العمل للبناء على مخرجات الدورة الأولى لمؤتمر بغداد والمضي في التعاون مع العراق دعما لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية وجهوده لتكريس الحوار سبيلا لحل الخلافات الإقليمية. كما أكدوا وقوفهم إلى جانب العراق في مواجهة جميع التحديات، بما ذلك تحدي الإرهاب، الذي حقق العراق نصرا تاريخيا عليه بتضحيات كبيرة وبتعاون دولي وإقليمي. وجدد المشاركون إدانتهم التطرف والإرهاب بكل أشكاله.
وجدد المشاركون دعمهم للعراق في جهوده ترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات القادرة على مواصلة التقدم وإعادة الإعمار وحماية مقدراته وتلبية طموحات شعبه.
وشدد المشاركون على دعمهم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة والعمل على بناء التكامل الاقتصادي والتعاون معه في قطاعات عديدة تشمل الطاقة والمياه والربط الكهربائي والأمن الغذائي والصحي والنقل ومشاريع البنية التحتية وحماية المناخ.
وأكد المشاركون في هذا السياق أهمية آلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق والمشاريع الاقتصادية التي اتفق عليها في سياقها، بما في ذلك مشاريع الربط الكهربائي بينها. كما أكدوا أهمية مشاريع التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، وخصوصا في مجالات الربط الكهربائي والنقل، وغيرها من المشاريع الاقليمية التي تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية، وبناء الجسور مع الأسواق العالمية، وبما ينعكس إيجابًا على المنطقة برمتها.
وشدد المشاركون على أن انعقاد هذا المؤتمر في دورته الثانية يعكس الحرص على دعم دور العراق المركزي في توسعة التعاون الاقتصادي الاقليمي، وفي بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي، ما يسهم في جهود إنهاء التوترات، وبناء علاقات إقليمية بناءة تحقق النفع المشترك. وأكد المشاركون أن تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الاقليمي يتطلبان علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام القانون الدولي واعتماد الحوار سبيلا لحل الخلافات، وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتحقيق الرخاء.
واستعرض المشاركون انعكاسات الأزمات الاقليمية والدولية على العراق والمنطقة، وأكدوا أن تجاوزها يستوجب تعاونا إقليميا شاملا، ومقاربات ومعالجات اقتصادية وسياسية جادة وفاعلة تعكس المصالح المشتركة، وتدعم العملية التنموية في العراق وتسهم في عملية التنمية الاقليمية.
وأكد المشاركون أهمية عقد الدورة الثالثة للمؤتمر الذي انطلق بتنظيم عراقي فرنسي وتشارك فيه المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومملكة البحرين، والجمهورية التركية، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، وجمهورية مصر العربية، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي. واتفقوا على عقد الدورة الثالثة للمؤتمر العام القادم وتحديد مكان انعقادها وتاريخها بالتشاور بينهم.
وعبّرت المملكة الأردنية الهاشمية عن تثمينها للمشاركة الفاعلة لقادة وممثلي الدول والمنظمات الاقليمية والدولية المشاركة في مؤتمر بغداد، والحرص الواضح على تعزيز التعاون في ضوء التحديات التي جعلت من العمل المشترك الممنهج ضرورة أكثر الحاحاً تفرضها المصالح المشتركة، وسبيلا ناجعا لتحقيق طموحات الشعوب في بناء مستقبل أفضل يسوده الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار.

disqus comments here