الكنيست الخامسة والعشرون: إسرائيل استعمارية، يهودية، متطرفة، وليبرالية
Sun 04 December 2022

يمكن القول إن أفضل ما نبدأ به تحليلنا لنتائج الكنيست الخامسة والعشرين هي الرسالة التي وجهها (بن جفير) إلى ما يسمى باليسار الإسرائيلي في صحيفة (يسرءل هيوم) قائلاً: “أصدقائي في اليسار: نحن أخوة. نعم رغم الجدل، رغم الحملات الانتخابية الأربع التي أدت إلى استقطاب الخطاب وشحذ الاختلاف والانقسام. وبالرغم من الشيطنة والكراهية فنحن أخوة رغم كل هذا”.
نعم هم أخوة حقيقيون وفاعلون، ومصدر هذه الأخوة ليست علاقات النسب والعلاقات الاجتماعيّة الأخرى التي تتكون في المجتمعات وتكونها، بل بفعل علاقة الدم الوهميّة، “جمع يهوه النوعي/ شعب الله المختار”، التي تتجاوز صيرورة التاريخ والحدود الجغرافية والواقع الاجتماعي.
وقد أثبتت أحداث تاريخ الحركة النازية في الحرب العالمية الثانية مدى خطورة هذا الشكل من الأخوة وقدرتها التدميرية على من يتبناها والآخرين. وأخوة (بن جفير) هي وحدة حال اليهود، اليمين واليسار، على حدّ سواء. فوحدة الحال هذه كان جوهرها ولا يزال مواجهة العرب في “أرض الميعاد” وعليها. صحيح أن هناك فروقات في التوجه والمعاملة السياسية أثناء ‘السلم’، لكن أخوتهم الحقيقية تتجلى أثناء الحرب بضرورة سحق العرب والانتصار عليهم بأي ثمن. هذا ما خبره العرب على أرض الواقع خلال فترة استعمار اليهود لفلسطين.