مصر تطرح 3 موضوعات رئيسية وهامة في قمة المناخ

قال الدكتور محمود فتح الله، مدير إدارة شئون البيئة بجامعة الدول العربية، إن دول العالم النامي تعول كثيراً على رئاسة مصر لهذه الدورة من قمة المناخ "كوب-27"، باعتبار أن مصر ترفع شعار أن هذه الدورة هي دورة التنفيذ.
وأشار فتح الله، خلال لقائه قناة الغد، أن هناك الكثير من التعهدات خلال الفترات الماضية بتعويض الدول النامية عن الخسائر والأضرار التي لحقت بها، جراء التغيرات المناخية، إلا أن وفاء الدول المتقدمة بهذه التعهدات كان متواضعا، مؤكداً أن هناك فجوة تمويلية كبيرة مما استدعى أن يكون ملف التمويل أيضا هو ملف رئيسي في هذه القمة.
وأوضح أن ملف الخسائر والأضرار أحد الجوانب التي تنعكس على الدول النامية جراء التغيرات المناخية، رغم أن مساهمتها في الانبعاثات الكربونية أقل بكثير مما تسببت فيه الدول المتقدمة.
ولفت إلى أن مصر تطرح 3 موضوعات وهامة في تلك الدورة (التنفيذ وتمويل العمل المناخي ونقل التكنولوجيا)، مؤكداً أن ملف "نقل التكنولوجيا" قيد على الدول النامية التي تحاول التأقلم مع التغيرات المناخية في ظل عدم حصولها على الحق في استخدام تكنولوجيات تحتكرها دول العالم المتقدم.
أفاد مراسل قناة الغد من قمة المناخ بشرم الشيخ أنه وعقب انتهاء الجلسة الافتتاحية الإجرائية والتي تم خلالها تسليم رئاسة القمة لمصر، جرت العديد من الفعاليات التحضيرية للقمة على مستوى الرؤساء التي تنطلق غدًا الإثنين.
وأضاف أنه خلال مؤتمر صحفي أعقب الجلسة الإجرائية أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على تعهد مصر أن تستهدف هذه القمة تنفيذ الوعود وليست فقط لاتخاذ مزيد من التعهدات.
وأكد المراسل أنه كانت هناك دعوة على لسان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش بعنوان "رسالة استغاثة من الأرض" بضرورة إنقاذ الكوكب خلال الفترة المقبلة والعمل على مواجهة التغيرات المناخية.
وانطلقت قمة المناخ "كوب 27"، اليوم الأحد، التي يستضيفها منتجع شرم الشيخ السياحي بمصر، بعد عام قاس شهد كوارث مرتبطة بتقلبات الطقس جعلت الحاجة ماسة إلى إجراءات ملموسة.
وخلال الافتتاح، أكد رئيس قمة "كوب-26" التي عقدت بجلاسكو، ألوك شارما، ضرورة التعاون للتحول إلى الطاقة النظيفة في المستقبل، موضحاً أنه يجب تسريع استخدامات الطاقة المتجددة حول العالم.
وأشار شارما إلى أن حرب أوكرانيا أثرت على جهود مواجهة تغيرات المناخ، مطالباً بضرورة تكثيف جهود مواجهة التغيرات المناخية لتجنب الكارثة.
وتسلمت مصر رسميا رئاسة مؤتمر المناخ في دورته الـ27.
أكد الدكتور يوسف ناصف، مدير إدارة التكيّف بالأمم المتحدة إن قضية التكيّف المناخي لا ينبغي النظر إليها بمفردها لأنها مرتبطة بالتمويل وخفض الانبعاثات.
وقال خلال لقائه قناة الغد: "كلما خفّضنا الانبعاثات أكثر كلما بات احتياجنا للتكيّف أقل، فالتكيّف هو إمكانية أن تقدر الدول على أن تتعامل مع مخاطر تغيّر المناخ مثل الفيضانات وارتفاع منسوب المياه أو الجفاف".
وأضاف المسؤول الأممي أن ما يحدث حاليا هو أنه لدينا تمويل محدد بـ100 مليار دولار سنويا لتخفيض الانبعاثات والمشاريع التكيف.
وتابع: "للأسف المجتمع الدولي لم يتمكن حتى الآن من توفير هذا المبلغ بأكمله والمتوفر حوالي 80 مليار دولار وهناك مفاوضات لزيادة حجم التمويل لأننا نتوقع أنه بحلول عام 2030 من الممكن أن يحتاج العالم 300 أو 400 مليار دولار سنويا للتكيّف المناخي فقط".
وأشار ناصف إلى أن القمة الحالية ستنظر في قضية التمويل ومضاعفة تمويل التكيّف تحديدا وكيف نتمكن من توفير المائة مليار دولار المطلوبة.
تستضيف مصر قمة المناخ cop 27 بشرم الشيخ ،في الفترة بين 6 إلى 18 نوفمبر الجارى، والتي تعتبر أكبر وأهم قمة على مستوى العالم، لمناقشة مصير كوكب الأرض وإنقاذه من التدهور والانهيار، ليعود دور مصر الرائد والتاريخى فى تنظيم مؤتمرا يعول عليه العالم كثيرا في إنقاذ البشرية من آثار التغير المناخي المدمرة،والمساهمة في إنقاذ البشرية.
ويشهد مؤتمر الأطراف “cop27” مشاركة دولية واسعة من مختلف أنحاء العالم، حيث يشارك أكثر من 120 من قادة الدول، وبحضور ممثلين من نحو 197 دولة، بما يقارب 40 ألف مشارك من أنحاء العالم، وعشرات المنظمات الدولية والإقليمية، للمشاركة فى المفاوضات السنوية بشأن تغير المناخ، بهدف مناقشة المضى قدما فى الحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والتكيف مع تداعياتها، كما تحظى القمة بتغطية إعلامية عالمية مكثفة بتواجد أكثر من 3000 إعلامي يتابعون فعاليات القمة بكل لغات العالم.