العلاقات السعودية الأمريكية في دائرة الضوء

كثيرة هي الأسئلة التي طرحها المحللون السياسيون حول العلاقات السعودية الأمريكية في فترة رئاسة جو بايدن وهل انتهى شهر العسل بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية؟
وتأتي الاجابة سريعة أن العلاقات بين البلدين كانت ولاتزال يسودها التوتر خاصة مع الديمقراطيين ، فمنذ الحملة الانتخابية، تعهد بايدن بجعل المملكة العربية السعودية (منبوذة) بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وأنها ستدفع ثمن مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
لكن قلة كان بإمكانهم توقع مدى تدهور هذه الشراكة، التي حددتها ولسنوات مبيعات الأسلحة الأمريكية الضخمة إلى الرياض مقابل التعاون في مجال الأمن والطاقة.
وفي إشارة إلى خروج محتمل عن تلك العلاقة الإستراتيجية التي دامت عقوداً،
الرئيس الأمريكي صرح قبل أيام أن خفض السعودية لإنتاج النفط، إلى جانب دول أخرى في أوبك بلس (روسيا)، ستكون له (عواقب) بالنسبة للسعودية. إذ أن مثل هذه الخطوة من المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ. في أسعار الطاقة حول العالم.
المملكة العربية السعودية والامارات لم ينهيا علاقتهما بالغرب وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الامريكية لكن علاقتهما بالديمقراطيين على وجه الخصوص يشوبها التوتر واختلاف الرؤى وهذا التغيير كله يعود للمتغيرات التي جرت سابقا في الشرق الاوسط ومنها ثورات الربيع العربي وملفات أخرى داخلية تخص السعودية والامارات كملفات حقوق الانسان وغيرها من الملفات الأخرى
وهذا لا يعني أن البلدين(السعودية والامارات) ربطا نفسيهما بالحزب الجمهوري لأن الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري لا يختلفان عن بعضهما في الكثير من القضايا التي تخص الشرق الاوسط ومنها القضية الأم وهي القضية الفلسطينية وهذا يأخذنا إلى السبب الرئيس من وراء خفض انتاج الطاقة الذي سعى له البلدين مؤخرا وظهرا بعده في خانة المعسكر الروسي وهو الانتخابات الأمريكية النصفية المقبلة في الشهر القادم
ومن هنا نستطيع الجزم بعدم ربط تحالف البلدين المستقبلي مع بوتين والشرق وحصر ربط البلدين تحالفهما المستقبلي بشخص الرئيس الامريكي السابق ترمب الذي يحاول جاهداً العودة لرئاسة أمريكا بعد عامين وهو العنصر الرئيس في دعم خطة صفقة القرن التي كان وما زال من أشد داعميها
معظم الملفات الداخلية للبلدين وملفات الشرق الأوسط وعلى رأس ذلك حربهما على اليمن .
وهذا يعني أن البلدين السعودي والاماراتي في أزمة أكرانيا وتعاطفهما مع المعسكر الروسي رهاناً على شخص ترمب وقوة دولة الاحتلال بأمريكا واستثنيا الإدارة الامريكية العميقة بشقيها ومؤسساتها وعلى رأسها اجهزة المخابرات والمؤسسة العسكرية والمؤسسة الاقتصادية وهذا في الوقت نفسه الذي تلعب فيه دولة الاحتلال مع أو الى جانب المعسكر الغربي ومن هنا يظهر لنا حقيقة اختيارات البلدين العربيين وأبعادهما ومدى اتفاقنا واختلافنا معهما.
العالم العربي يقف مع روسيا ضد الغرب وضد الحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة مع ترمب واليمين المتطرف في الغرب مستقبلا.
ومع اليسار في الشرق والغرب و تقويته في الحزب الديمقراطي الذي يلعب دورا جيدا لصالح قضية فلسطين.
المعتدلون أو الوسط في الحزب الديمقراطي وهم من يتفقون دائما في قضايا الشرق الاوسط
أما اليمين المتطرف في الحزب الجمهوري فله مواقفه الداعمة لدولة الاحتلال حيث أن اليمين المتطرف في الغرب على شاكلة ترمب وهو من يعمل أو يكرس دعمه لصالح الكيان الصهيوني ضد كل مصالح الشرق الأوسط
طال الزمن أم قصر، سيتمرد العربي على الكابوى الأمريكي، الذي لا يريد خيراً لأمة العرب ، وأن عقليته الإمبريالية الاستعمارية القائمة على قهر الشعوب ونهب خيراتها ستظل متلازمة له ، وأن الكابوي الأمريكي وراء ثورات الربيع العربي( الأمريكي ) التي دمرت كل ما انجزوه لعدة عقود وانه يسعى إلى تفتيت الدول العربية إلى دويلات مساندة لسياساته ومطبعة مع دولة الاحتلال الصهيوني الارهابي.