يا لبيد.. اذهب مع العرب

بنيامين نتنياهو اتهم يئير لبيد بأنه يتآمر من أجل تشكيل حكومة مع “العرب اللاساميين”. مصطلح “لاساميون” يشير إلى راعم بصفتها قائمة إسلامية هذا حسب تعبيره أعضاء القائمة المشتركة.
لبيد يجب عليه الرد على هذا التحدي والقول: “أنا لن أقاطع أعضاء الكنيست العرب. ودمجهم في السلطة هو خطوة مهمة لمستقبل إسرائيل. من بين جميع الخطوات التي قرأت عنها مؤخرا، لمن يؤيدون التغيير ومن يعارضون نتنياهو، هذه هي الخطوة الحقيقية. وهي الخطوة الرابحة.
نتنياهو يعول على كراهية العرب. وهذا مفهوم يشكل شرطا للانتصار حسب تعبير آرثر فنكلشتاين، وهو الاستراتيجي الأسطوري لليمين. ولكن إسرائيل لا توجد في سنوات الثمانينيات والتسعينيات. أبعاد الصراع تغيرت وتوسعت. الجمهور الذي أنهى تعاونه مع العرب والذي يتغلغل فيه التأثير العنصري هو جمهور يوجد عميقا في كتلة اليمين. الجمهور الواسع الذي يرى شرعنة ايتمار بن غبير وأعضاء الكنيست من الليكود الذين يفكرون مثله، ويفهم الخطر على الديمقراطية في إسرائيل مع عودة نتنياهو إلى الحكم، هذا الجمهور سيوافق على التعاون مع المنتخبين العرب في الطريق لمنع تشكل دولة الكابوس التي ستصبح عليها إسرائيل.
نتنياهو يعرف أنه في جميع الجولات الانتخابية للكنيست كانت لليمين والمتدينين أغلبية في أوساط السكان اليهود. اهود باراك كان استثناء عندما فاز على نتنياهو في العام 1999، حتى في أوساط اليهود. ولكن لا يجب التعويل على حالات استثنائية. الديموغرافيا والتحريض والمحافظة تضمن لليمين والمتدينين أغلبية في أوساط الجمهور اليهودي. نتنياهو يعرف الوضع البرلماني ويحاول نزع الشرعية عن إشراك العرب في الحكم.
الفرضية الأساسية لنتنياهو هي أنه لا يوجد حزب سيعترف بشكل علني عشية الانتخابات بأنه سيضم عربا في حكومته، وأنه إذا فعل ذلك فإن هذا سيخدمه. هو مخطئ. عندما يقف في المقابل بن غبير المحتقر فإن معارضي نتنياهو يجب أن يعلنوا على رؤوس الأشهاد بأن العرب هم حلفاء. هذه نقطة ارخميدس التي تستند إليها إمكانية وقف نتنياهو: حتى لو أن معسكر الوسط – يسار فعل جميع الأمور الصحيحة مثل الدمج والاتحاد، إلا أن هذا غير كاف. فقط شرعنة الأحزاب العربية لشراكة ائتلافية سيكسر التوازن. والوقت الآن هو الوقت المناسب لأن منصور عباس قام بسبي قلوب الكثيرين في المجتمع الإسرائيلي بسحره ولطفه.
من الصعب الافتراض أن جميع الأحزاب التي لا تريد عودة نتنياهو إلى الحكم ستقوم بتنسيق رسائلها. لبيد وبني غانتس يتنافسان على رئاسة الكتلة. انتخاب لبيد أعطاه دفعة إلى الأمام، لكن غانتس، وربما مع جدعون ساعر، سيزيدان احتمالية تشكيل حكومة مع الأصوليين. كما أنه أيضا لا يوجد للبيد أفضلية شخصية على نتنياهو. لا توجد له أيديولوجيا واضحة وآسرة. هو لن يزيد قوته بأقوال فارغة عن الحاجة إلى الوحدة في هذا الوقت وهو لن يتمكن من الدفع قدما بالمفاوضات مع الفلسطينيين.
في الأربعة أشهر المتبقية سيكون عليه تخفيف صورته النخبوية عن طريق الانشغال بمواضيع أساسية تشغل الجمهور مثل غلاء المعيشة والعنف في المجتمع. ولكن انطلاقته ستأتي فقط من الرسالة الفريدة والشجاعة، حتى لو كانت قاسية، حول الارتباط مع العرب. فقط بهذه الطريقة سيكون باستطاعته بناء زعامة حقيقية وقوة انتخابية للكتلة واحتمالية لمواصلة شغل منصب رئيس الحكومة الانتقالية في الأشهر الأربعة المقبلة.

disqus comments here