في الذكرى السنوية الأولى للعملية إرادة أبطال نفق جلبوع أقوى من إجراءات سلطات العدو وأحكامها الإنتقامية

في الذكرى السنوية الأولى لعملية نفق الحرية، التي تصادف اليوم الثلاثاء السادس من أيلول/سبتمبر، ونفذها ستة أسرى من سجن جلبوع انتزعوا فيها حريتهم بعد أن تمكنوا من الهروب من خلال نفق حفروه على مدى تسعة أشهر، في زنزانة السجن، الذي يعتبر من أكثر سجون الاحتلال تحصينا، قبل أن يتم اعتقالهم فيما بعد، وهم: محمود عبد الله العارضة، محمد قاسم العارضة، يعقوب محمود قادري، أيهم نايف كممجي، مناضل يعقوب نفيعات، وزكريا الزبيدي.
العملية هذه شكلت حالة نضالية عارمة، على امتداد الأرض الفلسطينية، وبخاصة في محافظة جنين التي ينتمي إليها الأسرى الستة، والتي فاجـأت العدو قبل الصديق بإعلان ولادة كتيبة جنين، كما أشعلت سجون الاحتلال، وأعطت دفعا قويا لعدد كبير من الأسرى لإعلان معارك الأمعاء الخاوية لانتزاع حريتهم...
إجراءات السجان تحطمت
مارست قوات الاحتلال سياسة العقاب والتنكيل بحق الأسرى الستة، منفذي عملية جلبوع، في أعقاب إعادة اعتقالهم... ونقلت الأسرى الستّة إلى أقسام العزل في سجون "إسرائيلية" مختلفة، ضمن رحلة الإجراءات التعسفية بحقهم.
وهذه الإجراءات تمثلت بعدة قرارات، منها اعتبار جميع الأسرى المحتجزين داخل سجونها بأنهم "خطيرون ويشكلون مصدر تهديد"، كذلك تنفيذ حملة تنقلات بين صفوفهم، بحيث يتم نقلهم مرة كل 6 أشهر وتوزيعهم بين الغرف، ومرة كل سنة بين الأقسام في السجون.
ان "إدارة سجون الاحتلال تحاول أن تنتقم من هؤلاء الأسرى عبر وضعهم في العزل الانفرادي. وهذا السلوك الانتقامي، يعبر عن حجم الإهانة التي شكلتها هذه العملية لإدارة سجون الاحتلال وكل المنظومة الأمنية "الإسرائيلية". وهو مجاولة
ام سلطات الاحتلال تمارس سياسة عزل الأسرى، في محاولة لكسر إرادتهم لكنها في كل مرة يفشل أمام عزيمة واصرار الأسرى.
محاولات كسر الإرادة فشلت
كما حكمت محكمة "إسرائيلية"، في 22 أيار الماضي، بالسجن لمدة 5 سنوات إضافية وغرامة تعادل 1500 دولار على 5 من 6 أسرى فلسطينيين فرّوا من سجن (جلبوع) في شهر أيلول/سبتمبر العام الماضي.
وقضت محكمة الصلح في الناصرة، على خمسة من ستة من أسرى الحرية، بالسجن خمس سنوات. بعدما تم توجيه تهمة الهروب للأسرى الـ 6 محمود عارضة، ومحمد عارضة، وأيهم كممجي، ومناضل نفيعات، وزكريا زبيدي ويعقوب قادري، وتوجيه تهمة التستر والمساعدة على الهروب للأسرى الخمسة الآخرين وهم "محمود أبو اشرين، وقصي مرعي، وعلي أبو بكر، ومحمود أبو بكر، وإياد جرادات".
كما حكمت المحكمة، على 5 أسرى بالسجن 4 سنوات وغرامة مالية 2000 شيكل، بتهمة مساعدة الأسرى الستة على الفرار.
بدورها قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان عقب صدور الحكم: "المحاكم العسكرية الإسرائيلية تكمل المسلسل الانتقامي بحق أسرى نفق الحرية بأحكام ظالمة".
وتابعت الهيئة في بيانها: "محكمة الاحتلال العسكرية أصدرت حكما بحق خمسة من أبطال نفق الحرية بالسجن 5 سنوات إضافية على أحكامهم الفعلية، مع وقف تنفيذ من 8 شهور الى ثلاث سنوات، وغرامة مالية قيمتها 5 آلاف شيكل.. وهذه دلالة إضافية تثبت عنصرية ووحشية الاحتلال "الإسرائيلي"، الذي يصر أن ينسف كافة القيم الإنسانية والمواثيق الدولية بحق الأسرى خاصة والشعب الفلسطيني كافة".
يذكر أن الأحكام التي صدرت اليوم بحق الأسرى الستة، تضاف إلى محكومياتهم السابقة، باستثناء الزبيدي وانفيعات، اللذين كانا موقوفين دون محاكمة.
نظرة على أوضاع أسرى الحرية
ان إجراءات السجان الصهيوني، من تعذيب جسدي ونفسي، وعزل وزنازن إنفرادية وأحكام المحاكم "الإسرائيلية” الجائرة، لم تفلح في كسر إرادة الأسرى، الذين جددوا هزيمة سلطات الاجتلال في المحاكم التي تصبوها، وعروا أمام الرأي العام عنجهيتم وغطرستهم التي داسها أسرى الحرية بعمليتهم البطولية... وأكدوا صمودهم وإصرارهم على مجابهة السجان بإراداتهم الفولاذية، رغم الجراح التي سرعان ما تلتئم.
كيف هي أوضاع أقمار نفق الحرية؟
الأسير يعقوب قادري
ينتظر الأسير يعقوب القادري"50عاماً" إجراء خزعة مجدداً للاطمئنان على حالته الصحية، إذ أنّه يعاني من ورم في الجهة اليسرى من الغدة الدرقية، وهو بحاجة لإجراء خزعة لتحديد ماهية الورم، لكن إدارة المعتقل تتعمد تجاهل وضعه الصحي والمماطلة بتحويله ونقله للمستشفى مدعيةً بأنه عليه أن ينتظر دوره، علماً بأن الورم يُسبب له تشنجات وآلام تستمر لساعات طويلة.
والأسير القادري ما زال يشتكي من آثار الاعتداء الهمجي الذي تعرض له من قبل أفراد النحشون داخل محكمة الناصرة المركزية منذ حوالي عشرة شهور، والذي سبب له أوجاعا حادة بيده وكتفه الأيمن، وفي كثير من الأحيان يشعر بخدر في تلك اليد، وقد تم منحه في البداية مسكنات للتخفيف من حدة الآلام، لكن منذ أربعة شهور أصبحت بلا تأثير."
الأسير أيهم كممجي
الأسير المعزول أيهم كممجي"36 عاماً" مازال يواجه مماطلة من قبل إدارة سجن ايشل منذ شهر حزيران/يونيو الماضي في نقله للمشفى لإجراء فحوصات طبية، حيث يعاني أوضاعًا صحية صعبة وخاصة من نزيف حاد بالأمعاء ما بين الحين والآخر وآلام قوية في البطن بالإضافة إلى تردي وضع النظر عنده بالعين اليسرى وذلك بسبب الاعتداء عليه بالضرب الشديد على رأسه أثناء إعادة اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الصهيوني بتاريخ 19/09/2021م.
وأفاد الأسير أيهم كممجي في رسالة وصلت مهجة القدس نسخةً عنها، أن هناك مماطلة واضحة من قبل إدارة سجن ايشل في نقله لمشفى خارج السجن لإجراء فحوصات طبية له، حيث أخبره طبيب عيادة السجن في شهر حزيران/يونيو الماضي أنه يجب نقله للفحص في مستشفى خارجي، وحتى تاريخه مازالوا يماطلون ولم يتم تحويله.
الأسير محمود العارضة
يعيش الأسير محمود العارضة "47 عاماً" ظروفا اعتقالية صعبة، بعد حوالي عام من إعادة اعتقاله وعزله وتم نقله الى زنازين ريمونيم، حيث يعاني الأمرين في زنازين تفتقر الى أدنى مقومات الحياة الانسانية.
الأسير زكريا الزبيدي
تتعمد إدارة السجون تكبيل يدي الأسير زكريا زبيدي "45 عاماً" إلى الخلف، ما يسبب له أوجاعًا كبيرة، خاصة بوجود إصابة سابقة لديه، بالإضافة إلى وجود بقايا شظايا في قدميه وعند التفتيش بالماكنة تصدر تحذيرًا، فيتم تفتيشه تفتيشًا عاريًا بشكل عنيف ومذل
ويعاني الأسير المعزول زبيدي ظروف العزل القاسية، بهدف تضييق الخناق عليه وثنيه عن المطالبة بأدنى حقوقه.
الأسير محمد العارضة
طرأ مؤخراً تراجعاً على الوضع الصحي للأسير محمد العارضة "40 عاماً"، وبدأ يشتكي من آلام حادة في ظهره، وقد تم تحويله لعيادة السجن، واكتفى الطبيب بإعطائه حبوباً مسكنة للألم، لكن حالة الأسير تفاقمت وتم إعادته للعيادة مرة أخرى وهناك بدأ الطبيب بالسخرية والاستهزاء منه، وحصلت مشادة كلامية بينهما ولم يقم بعلاج الأسير، وتم تزويد الأسير العارضة بحقن مسكنة للآلام لكن دون فائدة.
يذكر أن الأسير بحاجة ماسة لإجراء صور أشعة لظهره لتشخيص وضعه بشكل سليم وتقديم العلاج المناسب له.
الأسير مناضل نفيعات
لا يعاني الأسير مناضل نفيعات من أوضاع صحية ، فهو أصغر أسرى جلبوع الستة ويبلغ من العمر "27 عاماً"، وهو من بلدة يعبد في جنين، معتقل إداري (بلا تهمة) قضى في آخر اعتقال 19 شهرا، وكان قد أحيل إلى المحاكمة بقضية لاحقا، وهو أسير سابق قضى في سجون الاحتلال ما مجموعه قرابة 6 سنوات في أكثر من اعتقال.
وكانت محكمة الصلح التابعة للاحتلال قد قضت بسجنه لمدة 5 سنوات وغرامة مالية بقيمة 5 آلاف شيكل (1500 دولار)، وسجن - مع وقف التنفيذ لمدة 8 أشهر- لمدة 3 سنوات، على كل واحد من الأسرى الفلسطينيين الذين شاركوا في عملية "نفق الحرية" والفرار من "سجن جلبوع" "الإسرائيلي"...