الأسرى الفلسطينيين ملح الأرض وضميرها

أسرانا البواسل هم صوت فلسطين وضميرها، هم ملح الأرض وزينة الشباب .. و أكاليل المجد .. هم العنوان الأسمى في قاموس النضال، هم أنبل بني البشر وأطهرهم ، حماة الشعب والأرض والعرض، بهم نكبر و بنورهم نهتدي، وتضحياتهم نقتدي و بفضل بطولاتهم بقيت فلسطين مرفوعة الرأس شامخة الجبين
هم إرادة الإنسان الفلسطيني الصامد الذي لا يركع إلا للواحد القهار أثناء الصلاة ، هم من تقدموا الصفوف وحملوا أرواحهم وسنوات عمرهم على أكفهم وساروا بها نحو عتمة السجون و الزنازين، ودفعوا ثمن حريتهم من اجل حريتنا وكرامتنا، وحاكوا أملنا بصبرهم، و نسجوا أحلامنا بثباتهم، وغرسوا سنديان صبرنا في جبال شموخهم، و حولوا زنازينهم إلى مدارس و قلاع ثورية تخرج أجيال وأجيال، وضحوا بالغالي والنفيس من اجل تحرير الوطن والإنسان والخلاص من الاحتلال الصهيوني البغيض.
تنص اتفاقية جنيف على المعاملة الإنسانية للأسرى وجاء في الفقرة الثالثة عشر من اتفاقية جنيف الثالثة انه يمنع على الدول المحتجزة للأسرى أن تعرضهم لأي نوع من أنواع المعاملة الحاطة بالإنسانية وجاء أيضا في المادة ( 14) التي تحدثت عن احترام شخص الأسير وشرفه وجاء في المادة ( 16) عن المعاملة بالمساواة وجاء أيضا في المادة (22) عن ظروف احتجاز الأسرى بحيث نصت المادة على انه لا يجوز اعتقال أسرى الحرب الا في مبان مقامة فوق الارض تتوافر فيها كل ضمانات الصحة والسلامة أما بالنسبة للطعام والعلاج فجاء في المادة (26) من اتفاقية جنيف الثالثة التي أمرت بتقديم الطعام أسرى الحرب وان يكون هذا الطعام كافي للاحتياج اليومي اما بخصوص العلاج فهو مذكور في المادة(30) حيث انه من التزامات الدولة المحتجزة توفير العيادات للعلاج.
يتعرض أسرانا واسيراتنا في سجون الاحتلال الإسرائيلي لأبشع وسائل وأساليب التعذيب الجسدي والنفسي، وترتكب سلطات السجون بحقهم أبشع جرائم العصر بحقهم، حيث لا تزال الأوضاع متوترة متصاعدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي لاسيما في ريمون والنقب اللذان يشهدا مواجهات مستمرة مع إدارة السجون في الأسابيع الأخيرة بسبب تشديد الإجراءات القمعية وتركيب أجهزة التشويش المسرطنة التي يسعى الاحتلال لنصبها داخل المعتقلات. فيما نفذ الأسرى سلسلة من الخطوات النضالية منذ بداية العام الحالي، تمثلت بحل التمثيل التنظيمي في عدد من المعتقلات، وإعلان حالة العصيان على طبيعة الحياة التي تفرضها إدارة معتقلات الاحتلال عليهم، وإعلان حالة استنفار على مدار الساعة.
نعم إنها صفحة جديدة من أفعال المحتل تطال عزنا وكرامتنا وهم أسرانا واسيراتنا النشامى في سجون الاحتلال، الذين دافعوا ويدافعون عن وطنهم هؤلاء الثلة من حملوا صفات الغيرة والشرف والشهامة والكرامة والعفة وصولة الفرسان، صفحة جديدة يخوض فيها أسرانا معركة الكرامة لنيل حقوقهم ويتحدون غطرسة وبطش سلطة السجون. الأسير المحرر مؤخراً من سجون الاحتلال، المهندس وصفي قبها نقل رسالة الأسرى في سجون الاحتلال، ووضعها أمامنا جميعاً فصائل وتنظيمات ومؤسسات حقوقية وانسانية والسلطة الفلسطينية وشعب واضحة وجلية حيث لا لبس ولا غموض ولا مواربة فيها يقول ويدق ناقوس الخطر.
الأسرى يريدون دعم وإسناد حقيقي وممارسة فعلية على أرض الواقع، ويريدون حراك تضامني فاعل وليس فعاليات خجولة كما يحصل الآن حيث لم ترتق الفعاليات التضامنية إلى المستوى المطلوب، الأسرى يريدون وقفة جماهيرية وتضامن مؤسساتي شعبي ورسمي كبير وعلى مختلف الأطر والمستويات. الأسرى علقت الجرس واتخذوا قرارهم بالتصدي للرزمة الرابعة من العقوبات التي بدأت مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي بفرضها على الاسرى بشكل عام وأسرى حركة حماس على وجه الخصوص، الأسرى لم يبق لديهم ما يخسروه.. ولسان حالهم هل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها.
كانت هذه جزء من رسالة أشرف خلق الله وهم المجاهدون المقاومون الأصلاء وفحواها الأسرى سئموا الكلام، وملوا الشعارات لعلها توقظ النائمين، وتنبه الغافلين وتشجيع المترددين وتوحد المخلصين للتصدي لتغول الاحتلال الذي يستفرد بالأسرى. إنها المحنة بعينها وأنه الجهاد بأغلى ما يمتلكه الإنسان وهي روحه التي وهبها واجاد بها لوطنه وشعبه دون مقابل فأي ابطال هؤلاء وأي رجولة تلك التي تقابل صدورها الرصاص والظلم والعدوان وقيد الحرية، ولا تتنازل قيد أنملة عن حق او تخور بسبب التهديد والوعيد من قبل سلطات السجون
ينسى الاحتلال البغيض بكل مكوناته السياسية والعسكرية انه مهما فعل ومهما طغى وتجبر على شعبنا فلن يفت في عضدنا لأننا أصحاب شهامة ولأننا أصحاب غيرة ولأننا شجعان لا نهاب المنايا عندما يتعرض أسرانا للخطر. إذا كان الشهداء قد رحلوا بأجسادهم، فإن الأسرى قد غيبوا في السجون، وهم في الوعي الجمعي الفلسطيني، ليسوا مجرد أبناء الوطن المغيبين بفعل السجن، بل هم أبطال ناضلوا وضحوا، فأفنوا زهرات شبابهم خلف قضبان السجون، من أجل فلسطين ومقدساتها، وهم أيقونات الحرية، الذين ينتظر شعبهم عودتهم.
أسرانا رسالتكم وصلت المقاومة، ولن يطول تحريركم، فالمقاومة تعرف جيدا ماذا ستفعل خلال المرحلة المقبلة، وما فيديو القسام الأخير إلا خطوة من خطوات المقاومة لتعيد ملف جنود العدو لدى المقاومة إلى الواجهة من جديد، في ظل إبراز هذا الملف ضمن مفاوضات التهدئة واصرار قيادة المقاومة على استجابة العدو لحقوق ومتطلبات الأسرى العادلة.
الشعب الفلسطيني يعلن الاستنفار ويقف موحدا أمام قضية الأسرى، لأنهم لا يدافعون عن أنفسهم بل يدافعون عن كرامتي وكرامتك، وعلينا تقديم كافة أشكال النصرة للأسرى، لذا فإننا نتطلع إلى جهد، شعبي وسياسي وحقوقي وقانوني وإنساني، ضاغط ومؤثر يسند الاسرى ويثبتهم ويرفع عنهم الظلم والعدوان، علينا أن نكون رزمة متراصة حول أسرانا، يا شعبنا تعالوا ننتفض لعزتنا وأشرف من فينا فإما أن نتحرك الآن ونقف عند مسؤولياتنا أو نحصل على وسام خزي وعارٍ على تقصيرنا وتخاذلنا.
وعلى العالم أجمع أن يدرك بأن الأمن لم يتحقق يوماً إلا بالسلام القائم على العدل، الذي يبدأ بإنهاء الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعليه، بل ومن واجبه أن يضغط على سلطات الاحتلال للإيفاء بالتزاماتها وبما اتفق عليه والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى ما قبل أوسلو، إذا أرادوا للمفاوضات أن تستمر، كمقدمة أساسية نحو الإفراج عن كافة الأسر بدون استثناء أو تمييز ضمن جدول زمني واضح كشرط لنجاح العملية السلمية.
ومن الواجب الوطني والشرعي والديني، والأخلاقي والإنساني نصرتهم ومساندتهم والعمل لوقف الانتهاكات الخطيرة بحقهم، والسعي بكل الوسائل المشروعة لضمان تحقيق حريتهم وعودتهم إلى بيوتهم واحبتهم سيراً على الأقدام، لا محملين على الأكتاف و على المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الحقوقية والإنسانية أن يصون ويحمي اتفاقياته ومواثيقها الدولية التي تضرب بعرض الحائط من قبل إسرائيل وأمام مرأى ومسمع من العالم أجمع .
أسرانا البواسل نخاطب فيكم الصبر نخاطب فيكم الثبات والصمود، نحن بعيدون عنكم في المسافات، ولكن قريبون منكم في الهموم والقضية وأنتم في مهجة قلوبنا، وفي ديمومة يومنا، ونشعر بأنفاسكم ونشعر بهمومهم وآلامهم .. ونشد على صمودكم وثباتكم في مواجهة السجان، و ستشرق يوما الحرية ويبزغ الفجر الجديد، وستخرجون