في الذكرى الـ 58 لتأسيسها ... «الديمقراطية»: آن الأوان لإصلاح مؤسسات م. ت. ف. وتعزيز موقعها التمثيلي والسياسي

أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً، أشادت فيه بنضالات شعبنا وقواه السياسية في الحركة الوطنية المعاصرة، الذي نجح في نقل المنظمة من مؤسسة ملحقة بالحالة العربية، تخضع لسياسات بعض أطرافها ومحاورها، إلى منظمة سياسية، ذات برنامج نضالي، شعاره العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة، اعترف به العالم ممثلاً بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى خلفية هذا البرنامج اعترف بالمنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني.
وأكدت الجبهة: إن التفاف شعبنا حول برنامجه الوطني، وحول منظمة التحرير عزز موقعها الإقليمي والدولي، وصانها من كل محاولات التشويش والانقسام وصنع البدائل، وأعاد لقضيته النضالية الوطنية مكانتها، وجعل من منظمته عضواً في الأمم المتحدة بموجب القرار 19/67 الذي اعترف بها عضواً مراقباً، وبحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) 67، وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948.
وقالت الجبهة: "لقد تعرضت مسيرة م. ت. ف. النضالية إلى مخاطر كان أبرزها الانقلاب السياسي في 13/9/1993 في التوقيع على اتفاق أوسلو، بديلاً للبرنامج الوطني المتوافق عليه بين كافة أطراف الحالة الوطنية."
وأضافت: "لقد انتهى مسار أوسلو إلى الفشل الذريع، وما نشاهده الآن من تغول للاحتلال، وتصاعد لجرائمه، واقتحامات لأقصانا، ما هو إلا واحداً من الثمار المرة لاتفاق أوسلو الذي يقيد السلطة الفلسطينية أمنياً واقتصادياً، ما ينعكس بالخراب السياسي والاجتماعي على عموم أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده."
وخلصت الجبهة إلى ضرورة إعادة الاعتبار للمكانة السياسية لمنظمة التحرير، وتعزيز موقعها التمثيلي والسياسي والقانوني، ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا ببرنامجه الوطني المتوافق عليه، وبما يضمن له حقوقه الوطنية المشروعة كاملة، غير قابلة للتصرف، الأمر الذي يتطلب اتخاذ سلسلة خطوات باتت ملحة لا تتحمل التباطؤ والمماطلة والتلكؤ ولا التعطيل بآليات وازنة ومتوازية ومدروسة ومنها:
1) الشروع فوراً في تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي، ما يستدعي إعادة الحياة للجنة التنفيذية المغيبة بقرار من القيادة السياسية للسلطة.
2) الدعوة لحوار وطني شامل للتوافق على الرؤية السياسية المشتركة للمرحلة القادمة، ومتطلباتها التنظيمية والمؤسساتية.
3) الدعوة إلى تنظيم الانتخابات العامة، للرئاسة وللمجلسين التشريعي والوطني بنظام التمثيل النسبي، بما يعيد بناء مؤسسات م. ت. ف. على أسس ديمقراطية تنهي الانقسام والتشتت.
4) التوافق على حكومة وحدة وطنية، تنهي الانقسام، وتستعيد وحدة الإدارات الحكومية وبالتعاون مع اللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس الوطني، لتنظيم الانتخابات العامة وفقاً لقرارات التوافق الوطني الواردة في مقررات المجالس الوطنية والمركزية وحوارات القاهرة وغيرها ...
5) تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية بما يوفر مركزاً قيادياً واحداً، يرسم لها استراتيجيتها وتكتيكاتها اليومية ويوفر لها كل عناصر الصمود والثبات.
وختمت الجبهة بتوجيه التحية إلى كافة الشهداء، في مقدمهم في هذه الذكرى، الجيل المؤسس لمنظمة التحرير الأولى في 29/5/1964، ومنظمة التحرير الثانية عام 1969، وكافة شهداء المسيرة النضالية لشعبنا الصامد.