“القطار الهوائي” تهويد إسرائيلي للقدس

ضمن محاولات حكومات الاحتلال الممتدة منذ ما يزيد عن 74 عاما لفرض السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس، عبر بناء مشاريع و تمرير مخططات لصالحهم، تحمل في باطنها الطابع “التلمودي” و”اليهودي”، صادقت “المحكمة الإسرائيلية العليا” بشكل مفاجئ على إقامة “قطار هوائي” في البلدة القديمة بالمدينة.

وضرب حكومة الاحتلال بعرض الحائط كافة الالتماسات التي تعارض بناءه، ومانحة بهذا الرفض الضوء الأخضر للبدء بتنفيذ المشروع.

ويذكر أن تنفيذ مسار القطار المذكور سيتخلله عمليات هدم وتغيير ديمغرافي في البلدة وسيؤثر على الموروث الثقافي والحضاري والمعماري الفلسطيني، بالرغم من أن البلدة القديمة غير مؤهلة لأي تغير معماري.

طابع يهودي كامل

وذلك بالرغم من المخاطر الكبيرة التي ستتعرض لها البلدة القديمة على صعيد الموروث الثقافي والحضاري والمعماري الفلسطيني والمقدسي حيال إقامة هذا المشروع الذي يرفضه الأهالي والتجار والجمعيات المدنية الفلسطينية، وما يواجهه من انتقادات كبيرة بسبب المخاطر المترتبة عليه، ذكرت محافظة القدس في بيان لها، أن إقامة القطار الجوي الممتد حتى عمق البلدة القديمة في القدس، لا يخدم إلا هدف واحد وهو تكريس وجود الاحتلال ومستوطنيه في المدينة بحيث تصبح ذات طابع يهودي كامل.

 

وكانت “لجنة البنى التحتية الإسرائيلية” قد صادقت على مخطط في عام 2019، ويشمل إنشاء “القطار الهوائي”، وهو مشتق من “المشروع الهيكلي الخاص المحيط بالقدس القديمة”، والذي بدأ الاحتلال في العمل عليه قبل أكثر عشر سنوات. والذي يربط جبل الزيتون بساحة البراق، ويشمل المخطط عدة محطات.

وذكر المحامي “سامي ارشيد” الذي يتابع الملف: “أن الاعتراضات المقدمة باسم أهالي سلوان، وتجار البلدة القديمة ومن آخرين قوبلت بالرفض رغم المخاطر المحدقة عند تطبيقه في المساس بالبلدة القديمة والمنظر العام لأسوار القدس، إضافة إلى الأضرار للإرث الحضاري والتاريخي والمعماري للمدينة”. وأضاف ارشيد، أعلنت ما تسمى بـ”سلطة تطوير القدس”، قبل عامين، عن انطلاق مشروع “القطار الهوائي” في محيط البلدة القديمة بالشراكة مع بلدية القدس ووزارتي المواصلات والسياحة.

محطة للمستوطنين

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن المخطط يشمل خط قطار هوائي “ركيفل” بطول 1.4 كم بأربع محطات وبإمكانه حمل 3 آلاف شخص في الساعة في ذروة عمله، ويمتد المشروع من محطة القطارات القديمة في طريق الخليل إلى “جبل صهيون”، وبعدها سيصل إلى باب المغاربة

حيث سيتم إقامة محطة ليستخدمها المستوطنون في الوصول إلى حائط البراق والبلدة القديمة، ومن هناك سيواصل القطار مسيره باتجاه “ناحال كدرون” وجبل الزيتون وفندق الأقواس.

 

وتشمل الخطة المحدثة 41 عربة متباعدة عن بعضها بمسافة 73 متراً وستحمل كل عربة حتى 10 مسافرين وبسرعة 6 أمتار في الثانية على أن تقطع المسافة كاملة خلال 4.5 دقيقة وبنفس تكاليف القطارات العادية.

مشروع كيدم الاستيطاني

وأوضح المحامي سامي ارشيد وفق ما ذكره مركز معلومات وادي حلوة المختص بشؤون القدس، أن الاعتراضات المفصلة قدمت باسم أهالي سلوان، وتجار البلدة القديمة، وجمعيات المجتمع المدني فلسطينية وإسرائيلية رفضت، ورغم الانتقادات المهنية لهذا المشروع لما في من مساس بالبلدة القديمة والمنظر العام لأسوار القدس، إضافة الى الأضرار للإرث الحضاري والتاريخي والمعماري للمدينة.

من جهته دعا الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم ، إلى حراكٍ قوي لمنع القطار الهوائي الذي يهدّد الوجود الفلسطيني ومعالم مدينة القدس الإسلامية والمسيحية

وقال برهوم في بيان له: “إن مصادقة ما تسمى المحكمة العليا “الإسرائيلية” على إقامة قطارٍ هوائي في القدس المحتلة، والذي يحمل في طيّاته أبعاداً سياسية وعُمرانية خطيرة ستؤثّر على قلب مدينة القدس وأحيائها القديمة، فهو جزء لا يتجزأ من مشاريع التهويد الصهيونية المستمرة التي تسعى إلى تغيير وطمس معالم المدينة العربية والإسلامية وهويتها الحضارية.

 

ودعا برهوم المؤسسات الدولية والإقليمية، وفي المقدمة منها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى سرعة التحرك لوقف تلك المخططات والمشاريع التي تهدّد الوجود الفلسطيني، وطابعها الحضاري ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، في انتهاك صارخ للمواثيق والقرارات الدولية كافة.

وأضاف، كما و يستدعي أيضاً حراكاً قوياً من السلطة الفلسطينية، بوقف علاقاتها الأمنية مع الاحتلال والتوجه إلى المحاكم الدولية، لإدانة الاستيطان، ومحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني، ومدينة القدس المحتلة.

القطار التهويدي بالقدس

وصادقت لجنة البنى التحتية الإسرائيلية عام 2019 على مخطط القطار الهوائي” التهويدي” في القدس، والذي يربط جبل الزيتون بساحة البراق، ويشمل المخطط عدة محطات، فيما قدمت الاعتراضات على المحطة من حي الثوري مروراً بمنطقة النبي داوود ووصولا الى منطقة وادي حلوة وبالتحديد “مشروع كيدم الاستيطاني”.

 

يذكر أن المحكمة العليا الإسرائيلية ردت أمس، 4 التماسات قدمت ضد خطة بناء مخطط على مخطط القطار الهوائي “تلفريك” بالقدس القديمة.

ويهدف المشروع لربط جبل الزيتون (جبل الطور) بساحة البراق، ويهدف لربط شرقي القدس بغربها، وبذلك شرعنت المخطط الذي أقرته لجنة البنى التحتية المدعومة من الحكومة الإسرائيلية.

وقالت هيئة المحكمة التي نظرت في ملف القضية والالتماسات، إنه لا مجال للتدخل القضائي بالطريقة التي تم من خلالها اختيار المؤسسات القائمة على المخططات الخاصة بإنشاء القطار الهوائي “تلفريك”.

disqus comments here