تحذير من محاولات الجمعيات الاستيطانية وضع اليد على فندق إمبريال بالقدس القديمة

حذّر أبو الوليد الدجاني، مدير فندق إمبريال، من محاولات الجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية الاستيلاء الكامل على الفندق بساحة عمر بن الخطاب في باب الخليل بالبلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
وقال الدجاني: "الأمور جد خطيرة والأحداث تتسارع؛ حيث رفع المستوطنون دعوى ضد فندق إمبريال لوحده مؤلفة من 800 صفحة، لإخلاء عائلة الدجاني من العقار رغم أنه بحوزتها إيجارة محمية لسنوات طويلة قادمة".
وأضاف في بيان موجه للرأي العام: "فماذا سيحدث بعد انتهاء الإجارة؟ يا إخواني وأخواتي الكرام، بكل بساطة، سيصبح العقار بأيدي المستوطنين ونحن ما زلنا نستمع ونردد كالمخدرين عبارة "ربنا يفرجها"، فقد مضى على الاحتلال أكثر من 70 عاماً وما زلنا غارقين في أحلام اليقظة ونردد الأغاني الحماسية، ونلقي الخطب الرنانة وندفع الأثمان الباهظة دون أن نتعلم ونتلافى أخطاءنا القاتلة".
وأكد الدجاني إصراره وحماسه على البقاء في الفندق والساحة التاريخية، بإذن المولى العلي القدير مع شركائه أبناء أخيه المرحوم سليمان.
وقال: "يشهد الله، أنني لست من عشاق الظهور والاستعراض على شاشات التلفزة لكي أستدر عطف المشاهدين للتعاطف معي أو الإشفاق على وضعي، وليست القصة هي حلقة في مسلسل للتسلية، فما حدث ويحدث الآن وما قد يحدث مستقبلاً لساحة عمر بن الخطاب مسؤولية صناع القرار، وصدقوني، لست هنا في معرض بيع شعارات ووطنيات، فالألم والقلق والحزن لم يفارق العائلة منذ اليوم الأول لبدء فصول هذه المؤامرة الخسيسة".
وأوضح أنه "لشديد الأسف طيلة هذه السنين ونحن نبكي على أطلال باب الخليل، ولكن إلى يومنا هذا لم يتم التحقيق الجدي لاستخلاص حقيقة ما جرى وما زال يجري".
وقال: "وهنا يتساءل المرء بحرقة وغضب: هل نحن شعب جاهل ومن السهل خداعنا والضحك علينا؟ أقولها وأرددها بملء الفم، لا وألف لا، ليس من السهل التلاعب بعقولنا، ولكنهم يراهنون بأنه مع مرور الزمن وتوالي السنين، أن أولادنا وأحفادنا سوف يستسلموا للأمر الواقع، وأعلنها مدوية وبكل فخر واعتزاز أننا سوف نستمر في مقارعة المستوطنين ومن يقف خلفهم".
وأعلن أبو الوليد الدجاني: "أقولها بصوت عال: إن وجود هؤلاء الدخلاء على ساحة عمر بن الخطاب سوف يدمر التعايش بين الأديان في البلدة القديمة، وسيجعلها بمثابة مقبرة تنوح فيها الغربان، ويجب علينا مواصلة الكفاح للحفاظ على التراث الإسلامي والمسيحي في هذه الساحة العظيمة، وعلى الجميع أن يحيوا بسلام وطمأنينة".
وأضاف: "ومن حقي هنا أن أهمس همسة عتاب، أنه منذ اليوم الأول وقبل 18 عاماً عندما بدأ الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن هذه الصفقة، انتابني شعور بأن العالمين المسيحي والإسلامي غائبان تماماً عما يحدث من مستجدات في هذه الساحة، حيث تركنا نقارع وحيدين دون سند ولا ظهير، نصارع وحدنا ونجابه قضية مستعصية، والقرار بالبقاء في خانة المتفرجين والمراقبين ليس حلاً، فالحفاظ على العقار بحاجة إلى جهد جماعي لفريق من المحامين المهنيين والمتفرغين".
وأكد أبو الوليد مرة أخرى: "طالما ناشدت، الملوك والرؤساء في الدول العربية والإسلامية والمسيحية، ولكن لم تكن الاستجابة والردود على المستوى المنشود، حيث إنه ليس بمقدورنا وحدنا الاستمرار في هذه القضية، فهل أمتنا العربية والإسلامية والمسيحية لا تصدق ما يحصل وتنتظر حتى تحل الكارثة والمصيبة وندفع الثمن غالياً ؟؟".
وتابع الدجاني: "ولماذا لا نبادر ونصحح الأخطاء أولاً بأول حتى نمكن أولادنا وأحفادنا ومن يأتي بعدنا من الأجيال القادمة لمواصلة الدرب والمسيرة على أسس قوية ومتينة؟؟ صدقوني، إذا لم يتحرك رؤساء كنائس العالم وقادة الدول إلى جانب الأمم والشعوب الإسلامية والمسيحية لإنقاذ ساحة عمر بن الخطاب، ووضع خطة إستراتيجية جادة لإنقاذ عقارات باب الخليل، فسيكون مستقبل المدينة مظلماً ومعتماً، وسنذرف الدموع الساخنة على القدس الحزينة الضائعة وعندها لا معنى للندم".