الخارجية الفلسطينية تطالب الإدارة الأمريكية بإعادة فتح القنصلية في القدس

 أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، عدوان الاحتلال المتواصل ضد القدس ومقدساتها المسيحية والاسلامية وفي مقدمتها المضايقات التي تفرضها سلطات الاحتلال على وصول المصلين إلى كنيسة القيامة ومحاولتها التحكم باعدادهم كجزء لا يتجزأ من حرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني ومظاهره الجماعية في القدس المحتلة.

وأضافت الوزارة في بيان لها يوم الخميس، أن الاعتداءات في مقدمتها الاعتداء الهمجي التي ارتكبته قوات الاحتلال صباح الخميس، ضد المصلين والمعتكفين ومحاصرتهم في المسجد القبلي وممارسة ابشع اشكال القمع والتنكيل بحقهم مما أدى الى وقوع ما يزيد عن  ١٠ إصابات في صفوفهم وصفت أحدها بالخطيرة، ومنعت وصول سيارات الاسعاف والمسعفين لتقديم العلاج لهم.

كما أدانت الوزارة بشدة اعتداء قوات الاحتلال الليلة الماضية على أهلنا والمتضامنين معهم في القسم الغربي من حي الشيخ جراح وفرض المزيد من التضييقات والاعتقالات في صفوفهم.

وقالت الوزارة، من الواضح أن الحكومة الاسرائيلية برئاسة المتطرف نفتالي بينت تصر على تشديد قبضتها الامنية وتغليظ اعتداءات شرطتها واذرعها الامنية على المصلين والمعتكفين في المسجد الاقصى في محاولة لثبيت وترسيخ واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك، يقوم على تعميق التقسيم الزماني من جهة، ومن جهة اخرى اقتضام تدريجي لصلاحيات الاوقاف الاسلامية على طريق فرض السيادة الاسرائيلية على المسجد الاقصى وباحاته.

وفي ذات الوقت تواصل حكومة الاحتلال دعايتها الكاذبة بشأن (التزامها بالحفاظ على الوضع القائم) في الحرم القدسي وعملها المستمر على (تهدئة الاوضاع) متوهمة بأن العالم لا يرى ما تقوم به من أعمال قمع وإحتجاز وتنكيل وترهيب يومي ضد المصلين والمعتكفين وفرض المزيد من القيود والتقييدات أمام من يرغب من الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين بالوصول الى القدس للتعبد والصلاة.

وأشارت إلى أن، هذه القبضة الحديدية التي يحرص قادة الاحتلال على استخدامها في التعامل مع الفلسطينيين تحت ذرائع وحجج مختلفة ومختلقة، والتي تصل حد اطلاق الرصاص ضد المصلين كما حدث صباح اليوم، والاضافة الى اللجوء الى تكسير اطراف المصلين وبالهروات واعتقالهم وسحلهم، لم نراها بالامس في تعامل شرطة الاحتلال مع عناصر المنظمات اليهودية المتطرفة، لم نرى ضرب بالهراوات او اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع او الرصاص المطاطي.

ونوهت الوازرة، لم نرى سيارة المياه العادمة تستعمل او اية اعتقالات تتم، بل على العكس تماما فقد سمحت قوات الاحتلال لمجموعات تخريبية استفزازية يهودية متطرفة وبحماية الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلية أن تدخل الى البلدة القديمة رافعة الاعلام الإسرائيلية ومرددة شعارات تحريضية استفزازية ضد الفلسطينيين وقامت ايضا بالاعتداء على أصحاب المحلات وتخريب محالهم وبعثرة بضاعتهم، ووفرت قوات الاحتلال للمتطرفين اليهود الحماية لإكمال عربدتهم ومواصلة مسيرتهم الاستفزازية حتى النهاية دون الالتفات لمخاطر ان تتحول تلك المسيرة الى اشتباكات حقيقة مع الفلسطينيين داخل البلدة القديمة للقدس. 

كما حملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات تغولها على القدس ومقدساتها، وتوظيفها لمناسبة الاعياد الدينية اليهودية واستغلالها لتنفيذ اطماعها الاستعمارية التوسعية في أرض دولة فلسطين وفي القدس بشكل خاص.

وحذرت الوزارة من تعامل المجتمع الدولي مع قرارات الاحتلال المزيفة اجراءاته في مثل تلك المناسبات كأمور اعتيادية باتت مألوفة لا تستدعي التوقف أو التفكير في ابعادها العنصرية، كما هو الحال مع قرار الاحتلال بإغلاق المناطق الفلسطينية مع كل مناسبة دينية يهودية والذي تتخذه دولة الاحتلال بشكل تعسفي، عنصري، وكاجراء عقابي جماعي يقوم على الاتهام المسبق للفلسطينيين.

وتابعت الوازرة في بيانها، هنا من حقنا ان نتسال لماذا لا يمنع المستوطنين من التجول داخل الضفة الغربية كاجراء وقائي بدلا من منع الفلسطينيين؟ لماذا يعاقب الفلسطيني لكي يتمتع الاسرائيلي المستوطن بالأمان داخل الارض الفلسطينية المحتلة ويحتفل باعياده؟.

وأكدت الوزارة على استمرار حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني على المستويات كافة لفضح سياسات الاحتلال الاستعمارية العنصرية واجرائته التهويدية ضد المسجد الأقصى المبارك بهدف تكريس تقسيمه الزماني تمهيدا لتقسيمه مكانيا.

في هذا الإطار يمثل وزير الخارجية د رياض المالكي يوم الخميس، دولة فلسطين في اجتماع اللجنة الوزارية العربية التي ستعقد في العاصمة الاردنية عمان لبحث افضل السبل لمواجهة عدوان ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها الحرم القدسي الشريف وكنيسة القيامة.

كما رحبت الوزارة، بالاجماع الدولي الرافض لاجراءات وتدابير الاحتلال وعدوانه ضد المقدسات، واذ ترحب بالجهود الامريكية المبذولة لوقف التصعيد الإسرائيلي في القدس، بما في ذلك المكالمة الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية الامريكي أنطوني بلينيكن مع الرئيس محمود عباس، وكذلك الزيارة التي ستقوم بها مساعدة وزير الخارجية الامريكي مساء الخميس، للقاء القيادة الفلسطينية.

كما تأمل الوازرة، أن تقترن هذه الزيارة بضغط امريكي حقيقي على دولة الاحتلال لوقف تصعيدها وعدوانها على شعبنا والقدس بشكل خاص، واجبار إسرائيل كقوة احتلال على احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها. ترى الوزارة أنه ان  الأوان لوفاء الادارة الامريكية بالتزاماتها  بما في ذلك اعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس.

disqus comments here