عائلة الأسير المحتسب.. ألم الفقدان يتجلى في رمضان

فرحة ممزوجة بالألم تعيشها عائلة الأسير مهند رائد المحتسب، مع حلول شهر رمضان المبارك، بعيدا عن نجلهم الذي تحرمه سجون الاحتلال الإسرائيلي من مائدة الإفطار للعام السادس تواليًا.
ففي حين يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بإطلالة الشهر الفضيل مع عائلاتهم وأحبائهم، خيّم الحزن على أرجاء بيت الأسير مهند من سكان مدينة الخليل، وطغت مشاعر الحنين والشوق على والديه وأشقائه.
وتتذكر والدة الأسير نجلها وكيف مرّ عليها شهر رمضان الأول بعد اعتقاله لدرجةٍ أوصلها الهم والحزن لزيارة المستشفى باستمرار.
ومهند (24 عاما) واحد من قرابة 5 آلاف أسير يرسفون في سجون الاحتلال بعيدا عن ذويهم.
وتفتقد الوالدة بشدة نجلها، وليس بوسعها إلا الدعاء له وقت الإفطار أن يرده الله إليها لتقرّ عينها وتكتمل واحدة من حلقات العائلة المفقودة من جديد على طاولة الإفطار الرمضانية.
أما الوالد فلا يخفي هو الآخر مقدار الألم الذي يعايشه منذ تغييب نجله الشاب في سجون الاحتلال بتاريخ 2/5/2016.
وليس بوسع الرجل أن يفعل شيئا سوى أن يلوم الاحتلال الإسرائيلي الذي يحرمهم من نجلهم ويتعمد تغييبه قسرا.
ويشفق الوالد على زوجته، مشيرا إلى أن الحزن يرتسم على الدوام على ملامح وجهها.
وفي شهر رمضان، يتذكر نجله وولعه الشديد بتناول الحلويات وخصوصا القطايف.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحتسب بعد مطاردة استمرت لساعات، ووجهت إليه تهمة تنفيذ عملية طعن ضد مستوطن في منطقة شارع الواد في البلدة القديمة في القدس، أدت إلى إصابته بجراح ما بين متوسطة وخطيرة.
وفي أبريل 2018م، أصدرت محكمة عوفر العسكرية، حكماً نهائياً بحق الأسير مهند يقضي بالسجن الفعلي 12 عاماً ونصفاً، بتهمة تنفيذ عملية طعن.
ووجهت نيابة الاحتلال لائحة اتهام بحق الأسير المحتسب تتضمن دخوله للقدس دون تصريح، وحيازته سكينًا، وطعنه حاخامًا يهوديًّا، وبعد أن جرى تأجيل محاكمته لأكثر من 12 مرة، صدر بحقه حكم نهائي.
تجدر الإشارة إلى أن الأسير المحتسب نفذ عمليته رداً على استشهاد ابن عمه مهدي المحتسب، والذي أعدمته قوات الاحتلال على حاجز عسكري، وذلك في الشهر الأول لاندلاع انتفاضة القدس.