الحجيج إلى دولة الاحتلال

غدا الحجيج إلى دولة الإحتلال الشغل الشاغل لصناع القرار العربي ، ولسان حالهم يقول لدولة الإحتلال ( انت سيدة المنطقة كلها ) وربما نشهد في قادم الأيام انعقاد قمة عربية في دولة الاحتلال وعلى قاعدة سمعاً وطاعة !!!!!

يكاد المرء يفقد صوابه وهو يشاهد قمة النقب ، وياليت الأمر اقتصر على ذلك ، بل ذهبوا لقراءة الفاتحة على روح مؤسس دولة الإحتلال ( دافيد بن غريون)

 

يا الله ...رحمتك وعفوك ورضاك ، كيف يحدث هذا ؟
قمة النقب تذكرني ببيت الشعر لنزار قباني :
( عاشوا على هامش الأحداث ما إنتفضوا
للأرض منهوبةً والعرض مغتصبا )

إن ما يحدث من مهزلة السياسة العربية ، هو تعليمات وأوامر الكابوي الأمريكي الذي يوظف دائماً الأزمات الدولية وللأسف على حساب القضية الفلسطينية، وقضايا الأمة ودائماً الإحتلال هو يستثمر كل هذه المعطيات لصالحه

الإحتلال هو اللاعب الأبرز بشَكلٍ مُباشر أو غير مُباشر، والهدف تتويج دولة الاحتلال زعيمةً للمنطقة، وتأسيس تحالف جديد جديد وللأسف الحجج والذرائع معدة سلفاً ( البعبع الإيراني )
لقد استطاعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة جعل النفوذ الإيراني حاضراً في عقل السياسي العربي ، لتحريك هواجسه وقلقه ، واللجوء إلى دولة الإحنلال وكأنها هي حامية حماهم
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً :

 

هل تؤسس قمة النقب تحالفاً عربياً صهيونياً جديداً ؟
كافة المعطيات تؤكد أن القمّة وضعت حجر الأساس للبنة للحِلف الجديد، ، ولعل حضور ، أنتوني بلينكن وزير الخارجيّة الأمريكي، ونُظرائه في مِصر والإمارات والمغرب والبحرين يؤكد صحة ذلك التوجه

قمّة النقب وضحت بما لا يدع مجالا للشك ، أن هُناك جدول أعمال لميثاق تحالف مُعَد بإحكام، ومُعاهدة دفاع مُشترك، وخطّة عمل ميداني أمني عسكري، مُحكمة الإعداد برعايةٍ أمريكيّة، وهذا يعني الإصطفاف مع الكابوي الأمريكي في حرب أوكرانيا وفي مُواجهة روسيا، حيث أرتإت الإدارة الأمريكية استمالة النظام السياسي العربي والإنصهار في بوتقة المشروع الصهيوأمريكي وكالعادة لخدمة المصالح الأمريكية ودولة الإحتلال

قمة النقب تأتي لتنفيذ المشروع الصهيوأمريكي ، حيث تقوم بتحريك أدواتها في هذه المهمة ، لتنفيذ ذلك المشروع القذر القائم على قهر الشعوب وتدميرها

 

وغني عن التعريف :
خاضت الولايات المتحدة الأمريكية حروب اقتصادية ، ضد الدول الخارجة عن طاعتها.واستغلت نفوذها العميق في المؤسسات الدولية، وعلاقاتها وقدراتها في فرض الحصار على الدول التي لا تخضع لسياستها الامبريالية، وقد وضعت أكثر من بلد تحت ضغوط الحصار الاقتصادي مثل كوبا وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية وسورية ولبنان وحتى دول كبرى ، كروسيا وما تمارسه عليها من مجزرة العقوبات الاقتصادية و الدور البوليسي حيث تتعاون مع أكثر من طرف دولي واقليمي في تنفيذ أهدافها الامنية والبوليسية والتي تخدم مشاريعها السياسية، واظن أنها وظفت كثير من المرتزقة للعمل في مؤسساتها الأمنية والاستخباراتية لتنفيذ الأدوار الموكلة إليهم،

وهناك دور آخر تقوم به أمريكا من خلال اذرعها الإعلامية، يعمل على تحريف الحقائق، كما يحدث حالياً ، في الأزمة الروسية الأوكرانية ، بهدف انقلاب الجماهير الروسية على قيادتها وزرع اليأس في النفوس، واذكاء الخلافات والنزاعات والفتن بين أبناء الوطن الواحد وتقسيم البلدان لتسهيل مهمتها في الهيمنة والنهب .

قمة النقب ، تؤكد انهيار النظام الرسمي العربي ، ودائما في خدمة الإحتلال ، وخروجه من مربع مساندة قضيتهم المركزية ، قضية فلسطين
ويبقى السؤال إلى متي هذا الإنهيار في النظام السياسي العربي الرسمي ؟
وتبقى الحقيقة الناصعة البياض ، أن المطبعين سيبقوا على مر الزمن وعلى قارعة الطريق

disqus comments here