القضية الفلسطينية بين الضم والتطبيع

و«الضم والتطبيع»، هما الركنان الأساسيان لـ «صفقة ترامب – نتنياهو» لتسوية القضية الفلسطينية وتصفيتها، لصالح قيام دولة «إسرائيل الكبرى». والخطة سارت، كما هو معروف، على مسارين: أولهما فرض الوقائع الميدانية للاحتلال والاستعمار الاستيطاني حقائق مسلماً بها، والثاني تطبيع العلاقات العربية – الإسرائيلية ودمج إسرائيل في المنطقة، وبناء التحالف الأميركي – الإسرائيلي – العربي.

 

وإن كان المسار الثاني حقق رزمة مهمة من أهدافه (مع تطبيع دولة الإمارات ومملكة البحرين، وجمهورية السودان والمملكة المغربية) بشكل معلن، وفي إطار احتفالي ترحيباً بكل خطوة، باعتبار التطبيع «تقدماً نحو السلام» في المنطقة، فإن مسار الضم، على المحور الفلسطيني، تحول إلى معركة طاحنة، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كونه يعكس حقيقة «صفقة ترامب – نتنياهو»، باعتبارها المعركة الصفرية لشطب القضية الفلسطينية، وإذا كان، في هذا السياق، ما زال متوقعاً أن تقدم دول عربية أخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل في «أجواء احتفالية» من المتوقع أن تعم واشنطن، والقدس المحتلة، وعواصم الشركاء الجدد في التطبيع، فالمتوقع، في الوقت نفسه، أن تكون خطوات الضم الإسرائيلي للأرض الفلسطينية عناصر تفجير إضافية وفاعلة وشديدة التأثير للأوضاع في المناطق الفلسطينية المحتلة، حيث تدور رحى معارك حرب الاستقلال الفلسطيني، من أجل دحر الاحتلال الإسرائيلي، وإحباط كل مشاريع الضم ونسفها، وإظهار مدى هشاشة خطوات التطبيع الأخيرة في «صناعة السلام» المزعوم

 

disqus comments here