لوفيغارو: إسرائيل تسعى لإنقاذ أصدقائها رجال الأعمال الروس من عقوبات الغرب

قال تقرير نشرته صحيفة ”لوفيغارو“ الفرنسية، إن إسرائيل لا تزال تتعامل بحذر فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية ضد روسيا، وخصوصا ضد رجال الأعمال الروس الذين تربطها بهم علاقات وثيقة.
يأتي ذلك، في وقت يتواصل فيه تجميد الغرب للأصول الروسية وعزل الكثير من الشركات عن الاقتصاد العالمي.
وقالت الصحيفة الفرنسية في تقرير نشرته يوم الجمعة: ”حتى الآن لم تتخذ تل أبيب أي إجراء ضد المليارديرات الروس رغم أنها أعلنت عدم وقوفها في وجه القرارات التي اتخذتها أوروبا والولايات المتحدة بحق روسيا“.
وتطرقت ”لوفيغارو“، إلى تعامل إسرائيل مع الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، رئيس نادي تشيلسي الإنجليزي والذي لا يزال تحت وطأة العقوبات في بريطانيا.
وأشارت إلى أن ذلك يلخص وحده موقف إسرائيل من الحرب في أوكرانيا، وهو ما يسعى رئيس الوزراء نفتالي بينيت إلى إثبات عدم تعارضه مع الموقف الرسمي لبلاده من الحرب.
ويبدو رومان أبراموفيتش، الذي يحمل جواز سفر إسرائيليا، في وضع مريح نسبيا بحسب تقرير ”لوفيغارو“، إذ حرصت السلطات الإسرائيلية على عدم الاستيلاء على إحدى طائراته النفاثة، لكنها في الوقت نفسه منعت مغادرة طائرته المركونة لأكثر من 24 ساعة في مطار بن غوريون خلال زيارته لإسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع.
من جهة أخرى، لفتت الصحيفة الفرنسية إلى وجود 3 مليارديرات روس آخرين يحملون الجنسية الإسرائيلية وضعتهم بريطانيا ضمن القائمة السوداء، لكن يبدو أن ذلك لا يشكل قلقا لإسرائيل.
وفي إطار المعاملة بالمثل، لم تنضم أي من الشركات الإسرائيلية التي لها علاقات مع روسيا والبالغ عددها 160 شركة تقريبا، إلى حملة المقاطعة التي أعلنها الغرب لخنق الاقتصاد الروسي.
بل وأكثر من ذلك، استمرت شحنات الألماس الخام الروسي، والتي تبلغ قيمتها نحو 400 مليون دولار سنويا، بالتدفق إلى إسرائيل، وكأن شيئا لم يكن، بينما حظرت الولايات المتحدة استيراد هذه الأحجار الكريمة الروسية.
ورغم الصورة الواضحة لتعامل تل أبيب مع المليارديرات الروس، وخصوصا المقربين منها مثل رومان أبراهموفيتش، تعهد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بأن إسرائيل لن تكون ”ملاذا آمنا للالتفاف على العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على روسيا“.
وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن لابيد نصح وزراء آخرين بتوخي الحذر الشديد إزاء الأثرياء الروس، مؤكدا أن ”هؤلاء الناس لديهم صلات قوية ويمكنهم الاتصال بك على الهاتف ويطلبون منك أشياء، لا نلتزم بأي شيء، فقد يؤدي ذلك إلى ضرر دبلوماسي، اعطهم فقط رقم وزارة الخارجية“.
وكشفت ”لوفيغارو“ أن صحيفة ”كالكاليست“ التجارية الإسرائيلية أوردت أن السلطات الإسرائيلية أرسلت خطابا قبل أسابيع قليلة من اندلاع الحرب في أوكرانيا إلى سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب تطلب إعفاء رومان أبراموفيتش من العقوبات الأمريكية وهو ما يبدو موقفا أكثر وضوحا من تل أبيب لإخراج أصدقائها الأثرياء الروس من مأزق العقوبات.