كلمة الأستاذ معن بشور المنسق العام للحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة في المهرجان الرقمي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الذكرى 53 لتأسيسها

نحتفل اليوم مع رفاقنا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الذكرى 53 لتفتح زهرة يسارية مقاومة في بستان الثورة الفلسطينية المليء بأزهار فكرية وسياسية متنوعة أكدت ان فلسطين قضية تجمع شرفاء فلسطين والأمة وأحرار العالم وأن تنوع أزهارها الفكرية والسياسية والنضالية هو مصدر قوة تتعزز كلما نجحت في صياغة معادلة الشراكة الوطنية بينها وربطت بين هذه الشراكة وبين نهج المقاومة بكل أشكالها. وعلى مدى العقود الطويلة التي جمعتني بالرفاق في الجبهة الديمقراطية وعلى رأسهم الأمين العام المناضل والمفكر الكبير نايف حواتمة في خط المقاومة والوحدة، وفي أصعب الظروف وأكثرها حراجة على قاعدة أننا حريصون ان نكون إلى جانب أشقائنا في كل التنظيمات الفلسطينية، جسراً حين يختلفون، ومتراساً في الدفاع عنهم حين يتعرضون لعدوان أو هجوم أو حصار...
ولقد أدركنا منذ بداية تفتح هذه الزهرة اليسارية الفلسطينية أن للجبهة الديمقراطية دوران دور داخلي يتمثل بالكفاح والمقاومة الذي تُعمّده دماء الشهداء وآهات الأسرى، ودور عربي وأممي يتمثل في توسيع آفاق التلاحم القومي والتضامن العالمي مع قضية فلسطين وهو دور تتضح معالمه يوماً بعد يوم فيما يفقد العدو أحد أهم ركائزه على المستوى الدولي، مثلما يفقد ركيزة أخرى هي الركيزة الأمنية بفعل المقاومة المتواصلة وما تقدمه من شهداء وأسرى في جنوب فلسطين وشمالها، كما في كل شبر من أرضها...
ومن تجليات هذا التحول هو ما يجري اليوم في أوكرانيا حيث يشهد العالم ولادة علاقات دولية جديدة لا لهيمنة لقطب واحد ولا سيطرة، بل انكشاف جديد للعلاقة الوثيقة بين الصهيونية والامبريالية الجديدة حيث ينحاز عدونا الصهيوني الى المعسكر الأميركي دون حياء مما يؤكد ان المعركة ضد الهيمنة والسيطرة الأميركية هي معركة واحدة على مدى العالم كله، وهذا ما حرصت الجبهة الديمقراطية منذ تأسيسها على التأكيد عليه. وما اختيار رفاقنا في الجبهة الديمقراطية، الوفاء للأسرى والشهداء، عنواناً لمهرجانها اليوم إلا فعل وفاء لمن كان لهم الفضل في ابقاء قضيتنا حيّة ومضيئة وقادرة على تجاوز كل ما ينصب لها من أفخاخ وعوائق ومؤامرات وصفات. فالوفاء للأسرى هو وفاء لمن نجح في فتح جبهة جديدة لمقاومة العدو، جبهة توحد ولا تفرق، تصون ولا تبدد، كمان الوفاء للشهداء هو استمرار في النضال والمقاومة من أجل تحرير الأرض والأنسان في فلسطين وعلى مستوى الأمة.
فكل التحية لشهداء فلسطين وأسرى الحرية في السجون والمعتقلات.
وكل التحية لشعب فلسطين الذي يثبت كل يوم انه اكثر شعوب العالم جدارة بالحرية والكرامة والحياة...
وكل التحية لرفاقنا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بكل مستوياتهم القاعدية والقيادية وعلى رأسهم الأمين العام الرفيق نايف حواتمة ورفاقه في المكتب السياسي واللجنة المركزية. وكل الاعتزاز لشعبنا العربي الفلسطيني... ومقاومته الباسلة وانتفاضاته الرائعة...
معن بشور