"سفراء حول العالم".. طلاب غزة ينقلون الرواية الفلسطينية

يمضي ستون طالبًا وطالبة ساعات طويلة في فهم طرق وأساليب تفكير المجتمعات الغربية في أوروبا، وأبرز طرق تحوير الخطاب السياسي وأساليبه من أجل بلورة إستراتيجية واضحة لإيصال صورة واضحة ومفهومة للرواية الفلسطينية الحقيقية التي يجتهد الاحتلال في تضليلها وإخفائها.

وتواجه الرواية الفلسطينية المعاصرة عددًا من التّحديات التي تتمثل بخلق مسارات كتابة جديدة، أو بعبارة أخرى البحث عن خطاب جديد للتعبير عن أزمة الوجود الفلسطيني، وتحديدًا في ضوء المتغيرات التي يشهدها العالم العربي؛ حيث أطلقت وزارة التربية والتعليم مبادرة "سفراء حول العالم" والتي من شأنها أن تساهم في تعزيز قدرات الطلبة الخطابية الإنجليزية الإنسانية تجاه القضية الفلسطينية وتعزيز لغة الحوار والإقناع لديهم.

سلاح الكلمة

ويحلم الطالب محمد بشير، من مرحلة الصف العاشر، أن يصبح يومًا ما سفيرًا لفلسطين ينقل مظلومية شعبه ومعاناة الناس في بلده، معبرًا عن إعجابه بالمبادرة؛ لكونها تحمل اسم سفراء حول العالم.

ويعتقد بشير أن الكلمة سلاح ذو حدين يمكنها أن تكون ذات فعالية عالية في مواجهة المحتل، معربًا عن إيمانه العميق بعدالة القضية الفلسطينية، ومضيفاً: "لن أدخر جهدًا في تطوير مهاراتي الخطابية والحوارية ولغتي من أجل إيصال رسالتي للعالم بوضوح دون التباس أو تشويش".

أما الطالبة غادة، فقد عبّرت عن سعادتها الغامرة بمشاركتها في هذه المبادرة؛ لكونها تعزز لغتها الإنجليزية وتحسّن مستواها الدراسي من جانب، ومن جانب آخر تكون سفيرة لبلدها المحتل بهدف توصيل معاناة الشعب الفلسطيني باللغة واللهجة التي يفهمها العالم.

مواجهة السيطرة الصهيونية

بدوره أكّد مدير وحدة العلاقات العامة والتعاون الدولي في وزارة التربية والتعليم أحمد النجار، أنّ المبادرة التي تطلقها وزارة التربية والتعليم العالي بغزة، تقوم على تدريب طلبة مدارس ليكونوا سفراء ينقلون الرواية الفلسطينية للعالم بعدة لغات أهمها الإنجليزية.

ويقول النجار : "في إطار سيطرة الصهاينة المحتلين على الإعلام في العالم، وفرضهم روايتَهم المفبركة، نحتاج من طلبتنا اهتمامًا أكثر بقضيتهم ليكونوا بالفعل سفراء لها، وليوعّوا من حولهم وأصدقاءهم وزملاءهم، وأن يضيفوا لأنفسهم ما يمكِّنهم من النقاش ودحض الرواية الصهيونية وتصحيح المفاهيم المغلوطة والمعلومات المشوهة".

ويشير إلى أنّ المبادرة تهدف إلى صقل مهارات المشاركين والارتقاء بقدراتهم لتحقيق هدف سامٍ وهو خدمة قضيتنا ووطننا، مضيفاً: "لا نزال نفتقر إلى العدد الكافي من المتحدثين والسفراء الذين يمتلكون المقدرة على الدفاع عن قضيتهم وعرضها للعالم".

وتعتمد المبادرة -وفق النجار- على انتقاء طلبة مدارس مميزين وتمكينهم من مهارات ومعارف مثل التحدث بعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية، وأساليب الخطابة والحوار، ومفاهيم شاملة عن القضية الفلسطينية، وعن الاحتلال الصهيوني أيضاً.

ويضيف: "تقوم المبادرة على تدريب الطلبة من خلال تقديم مهارات عملية وعلمية واستضافة خبراء في اللغات والتنمية البشرية والعلوم السياسية في التدريب".

ويوضح أنّ المحاضرات التي تمت خلال المرحلة الأولى من المبادرة هي بداية وليست نهاية، مبينًا أنّ عملية اختيار السفراء من الطلبة سيبنى عليها، وسيكون على عاتق المشاركين في المبادرة مهمات كبيرة جداً؛ حيث إن الوزارة تبني آمالاً كبيرة على المشاركين في مساندة القضية الفلسطينية ومواجهة المزاعم والأكاذيب الصهيونية.

ويؤكّد مدير وحدة العلاقات العامة والتعاون الدولي أنّه سيكون هناك استكمال لتدريب الطلبة، وعمل اتفاقيات توأمة مع مدارس وجامعات وكليات علوم سياسية، لافتاً أنّ هناك خططًا لسفر عدد من الطلبة للخارج، وإشراك الطلبة في مؤتمرات ومحافل ولقاءات إعلامية وسياسية محلية وعالمية.

 

disqus comments here