الهجمة وحملة التشويه لموقف الجبهة الديمقراطية كونها النصاب السياسي لـ م.ت.ف

سلطت هيئة تحرير موقع المسار الإخباري في مقالة على حملات التشويه التي تقودها عدة جهات يمينية وبعضاً محسوبة على اليسار ضد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والتي تعتمد في جزء كبير على الكذب والمعلومات المزورة والأخبار المفبركة والمضللة من وسائل إعلام تتبع لليمين وبعضها تابع لليسار، والتي هدفها ثني الجبهة عن قرارها الصائب في المشاركة في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، ودفعها لاتخاذ موقف المقاطعة كما فعل البعض.
وفيما يلي نص المقالة كاملة:
لطالما اعتادت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في المحطات الرئيسية من نضال شعبنا ، على هكذا هجوم وعلى  حملات تشويهية لموقفها من جهات عدة يمينية وبعضها محسوب على اليسار ، فهذا حصل عند طرح البرنامج المرحلي وتبنيه في المنظمة في العام 1974 وعند الانقسام الذي وقع في المنظمة والحركة الوطنية بعد معركة بيروت عام 1982، وفي موقفها اتجاه المجلس الوطني في عمّان رغم مقاطعتها له وحرصها على عدم استغلاله لخلق بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية ،ومعركة استعادة الوحدة الوطنية التي توجّت باتفاق عدن الجزائر، الذي لعبت الجبهة الديمقراطية فيه الدور الحاسم والذي مهّد الطريق لاستعادة الوحدة الوطنية في إطار المنظمة وشكّل شرطا هاما من شروط ومقدمات الانتفاضة الكبرى التي اندلعت في العام 1987 وفي غيرها من المحطّات والمنعطفات الهامة والكبرى.
 وفي هذه الأيام تتكرر نفس الحملات الحاقدة والتي تعتمد في جزء كبير على الكذب والمعلومات المزوّرة والأخبار المفبركة والأخبار المضللة من وسائل إعلام تابعة لليمين وبعضها تابع لليسار، والتي هدفها ثني الجبهة عن قرارها الصائب في المشاركة في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، ودفعها لاتخاذ موقف المقاطعة كما فعل البعض.
مقاطعة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ليست هدفا بحد ذاته، فعندما تقتضي المصلحة الوطنية أن تقاطع الجبهة الديمقراطية فإنها تفعل ذلك – وهذه حصل في المجلس الوطني في غزة الذي ألغى بعض بنود الميثاق الوطني وبعض القوى المقاطعة اليوم للمجلس المركزي والمحسوبة على اليسار قد شاركت في ذلك الاجتماع – كما أن الجبهة الديمقراطية سبق لها أن قاطعت دورتي المجلس المركزي 21 و 29 عامي 1996 و 2018، عندما كانت المصلحة الوطنية تقتضي المقاطعة.
فإذا كانت المقاطعة تخدم المشروع الوطني ومنظمة التحرير، فالجبهة تصوغ موقفها الوطني المنطلق من المصلحة الوطنية وباستقلالية تامة وبعيدا عن أي محاور إقليمية، وذات الرؤيا تنطبق على موضوع المشاركة في اجتماعات هيئات منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي الإطار العام فإن الجبهة تستند إلى منظومة فكرية وفلسفة تنطلق من أننا في مرحلة تحرر وطني، وأن منظمة التحرير من المفترض أن يعاد ترميمها لتصبح إطارا جبهويا عريضا يتسع للجميع وليتم ممارسة الصراعات الثانوية وإدارة الاختلافات والتناقضات بين مكوناتها على قادة الوحدة أي "الوحدة والصراع في آن معا".
لكن ، وفي هذا الوقت بالذات الذي تزداد فيه حملات التشكيك بمنظمة التحرير الفلسطينية ووحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني ،لدرجة أن البعض بات يطلق عليها مصطلح (ما يسمّى بمنظمة التحرير وما يسمّى بالمجلس المركزي) ، كما أن بعض المقاطعين لم يتورعّوا وسبق لهم وقبل عدّة أشهر أن طالبوا بعقد مؤتمر وطني تمثيلي ولمّحو إلى أن هدفهم هو  انتخاب جسم بديل يمثّل الشعب الفلسطيني ، متجاهلين أن أهم انجاز حققه شعبنا في ثورته ونضاله المعاصر، هو م.ت.ف  التي  حافظت على الشخصية الوطنية الفلسطينية من الطمس والاندثار  وقادت نضال الشعب وأصبح البيت المعنوي للشعب الفلسطيني أينما تواجد.
    في هذه الظروف ومن أجل عدم السماح بهبوط القرارات السياسية للمجلس المركزي عن سقف القرارات التي اتخذت في المجلس الوطني في دورته عام 2018 ،  ومن أجل الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية  الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ،فان الجبهة الديمقراطية التي اتخذت قرارها بالمشاركة بعد نقاشات وحوارات معمّقة  في الأقاليم والساحات المختلفة التي تعمل فيها من أجل حماية منظمة التحرير الفلسطينية  وإعادة ترميمها ، كما ورد في بيان المكتب السياسي للجبهة ، ومن أجل الحفاظ على ما تبقى من أفق لاستعادة الوحدة الوطنية عبر بوابة إنهاء الانقسام وفق لمبادرتها الواقعية التي أطلقتها الشهر المنصرم.  
إن مشاركة الجبهة الديمقراطية في دورة المجلس المركزي الحالية، لا تعني أو الصمت تجاه السلوك السياسي للقيادة الرسمية أو غض النظر عن الممارسات غير الديمقراطية للسلطة الفلسطينية بل إن الجبهة الديمقراطية وكما عوّدت شعبنا تاريخيا بأنها كانت وستبقى من أشد المدافعين عن الحقوق الديمقراطية وعن الثوابت الوطنية، وعن قرارات الإجماع الوطني وخاصة تلك القرارات المتخذة في المجلس الوطني واجتماع الأمناء العامين وخاصّة المتعلقة بالخروج من عنق اتفاق أوسلو وملحقاته الأمنية والاقتصادية.
نعم لقد اعتادت الجبهة الديمقراطية على هكذا حملات طيلة تاريخها الحافل بالتضحيات والحافل أيضا بالمبادرات السياسية، وخاصة في المنعطفات الخطيرة التي مر بها نضال شعبنا وخاصة عندما خاضت الجبهة معركة مجابهة محاولات إقليمية لشق منظمة التحرير الفلسطينية وصنع البدائل لها، لكن الجبهة كانت دوما تخرج أقوى وأكثر تماسكا وإصرارا على مواصلة النضال ■

disqus comments here