استخدام العمل الفدائي

يستخدم العمل الفدائي في أطار الكفاح المسلح العام الذي تخوضه الأمة العربية ضد الصهيونية والاستعمار ويعتبر من أدوات العمل السياسي والعسكري وللستراتيجية السياسية العربية على النطاق المحلي والعالمي.
وبهذه الصفة قد يدعى العمل الفدائي إلى المساهمة الفعلية والاشتراك في عمليات حربية مخططة تقوم بها القوات العربية المسلحة. أن الأعمال الحربية التي قد تستند إلى قوات التحرير الفلسطينية أو قطاعاتها ومفارزها المختلفة لمساعدة ومساندة القوات المسلحة العربية:
ـ المساهمة والانطلاق لتحرير الأرض العربية في طليعة القوات المسلحة
ـ الإعلام عن العدو والاستطلاع والتغطية البعيدة النسبية.
ـ زعزعة مؤخرة العدو وتدمير خطوط مواصلاته وشبكة طرقه ونسف مستودعاته ومهاجمة أماكن تمركز قواته وثكناته، ونشر الخوف في صفوف قواته المسلحة وتحطيم.
ـ تطويق هدف قريب من منطقة عمليات القوات المسلحة.
ـ المساهمة في عمليات الإنزال الساحلية.
ـ ملاحقة العدو وتدمير فلوله وإعاقة انسحاب قطعاته وانكفائها إلى مواقع خلفية تتمركز فيها وتستعيد قواها وتسد الخلل في صفوفها.
ـ تشكيل مراصد فردية في أراضي العدو في أماكن مناسبة تستهدف تأمين فعالية العمليات الجوية العربية وتتوخى أحكام تسديد رمي المدفعية والصواريخ العربية على أهداف غير مرئية. قد يتلقى العمل الفدائي عند قيامه بهذه المهمات دعما وإسنادا من القوات المسلحة العربية يتفاوت حجمه ومداه ومداته، حسب الإمكانيات والظروف. غير أنه لا يتوانى العمل الفدائي ويتنكب عن تنفيذ مهماته عند تعذر تقديم مثل هذا الدعم والإسناد ويبقى دوما معتمدا على إمكانياته الخاصة. يستخدم العمل الفدائي في نطاق التحرير والاسترداد للأراضي المغتصبة في عمليات متعددة مستقلة تقوم بها قطعاته ومفارزه على مختلف خطوط القتال مع إسرائيل تبعا للظروف والأحوال السياسية المحلية والخارجية. أن اختيار أسلوب وطريقة العمل على خطوط القتال أو في الداخل أو في مؤخرة العدو العميقة أو في المجال التعبوي والنطاق الميداني والستراتيجي، كعمليات الإنزال الساحلي بالوسائل الخاصة للعمل الفدائي، يقع على عاتق القيادة، وذلك تبعا للإمكانيات المتوفرة والظروف السياسية في إسرائيل والأحوال السائدة في البلاد العربية. أن العمل الفدائي أداة جبار ووسيلة فعالة لاستعادة المبادهة الديبلوماسية والسياسية والعسكرية من العدو، وظريق أكيد لخرق التوازن في القوى السياسية والعسكرية على النطاق المحلي والعالمي لصالح العرب، إذا ما أحسن استخدامها وإداراتها وتوجيهها بهدوء وبصورة معقولة بعيدا عن الارتجال والانفعالية العاطفية والتظاهرات الدعائية.أن توحيد المفارز الفدائية وتبعثرها وتحويل أفرادها وقياداتها إلى موظفين يتقاضون الرواتب من أسوأ ما ينحدر إليه العمل الفدائي ومن أخطر ما تنكب به الأمة العربية، لأن العمل الفدائي تجسيد وتصميم لإرادة العرب عامة والفلسطينيين بصورة خاصة، في مقامة الاحتلال الصهيوني الاستعماري ومجابهة عدوانه المستمر على الأراضي العربية باعتبار هذا العمل المنطلق الأصيل للخلاص والتحرير والاسترداد، مع ضرورة التأمين المادي لأسر الفدائيين والمعيلين منهم. ومهما كانت كثافة الأموال الأجنبية وغزارة تدفق الملايين والمعدات الحربية الحديثة الكثيرة على إسرائيل، مهما كانت ضخامة وسائل الدعم الخارجي والسياسية لإسرائيل على الصعيد العالمي فسيبقى دوما، العمل الفدائي، وخوض المعركة والقتال المسلح على أرض فلسطين، العنصر الحاسم والمصيري في تقرير الأمور وحسمها بالنسبة للعرب واليهود على السواء.
إن مصير القتال، على الصعيد المحلي هو الذي يحدث الخلل في ترتيبات السياسة الخارجية مهما كانت طاغية، وأن نتيجة المعركة تحويلا فعليا لواقع جغرافي وتغييرا اقتصاديا وعسكريا ملموسا في الأوضاع والأحوال البشرية والسياسية، ترغم السياسة الخارجية الأجنبية على أخذه في الحسبان ويبني عليه مطلقاتها واعتباراتها المقبلة لأنها واقع محسوس لا يمكن دحضه وإنكاره أو تجاهله.