ضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين،
وعضو المجلس العسكري لكتائب المقاومة الوطنية، وقائدها في شمال غزة
غزة (شبكة الشهيد القاسم) (خاص)- ولد الشهيد القائد إبراهيم محمود إبراهيم أبوعلبة “أبو نضال” في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة بتاريخ 17/12/1964، ونمى وترعرع داخل أسرة متواضعة يشهد لها المجتمع ألفلسطيني بعطائها ونضالها على مر السنين، وتعلم منها الأخلاق والعادات والتقاليد وحب الوطن.
انهى أبو نضال دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مخيم جباليا حيث يشهد له زملائه وأبناء منطقته عن صدره الثوري وحبه الشديد للوطن وتحريضه الدائم لطلبة المدارس على الاحتلال الصهيوني.
تزوج أبو نضال من اثنتين وكانت الزوجة الأولى في بداية العام ال1987 حيث اشتعال الانتفاضة الأولى وأنجب منها خمسة أولاد وابنتين وتزوج زوجته الثانية في بداية العام 1999 والتي أنجب منها طفلا واحدا., حيث شهد له الجميع بحسن المعاملة معهن ومع أبنائه وبناته والذين شعروا بفقدانه عند استشهاده نظرا للفراغ الكبير الذي كان يملاه الأب والمعلم والصديق والأخ والرفيق بالنسبة لهم.
التحق شهيدتا القائد في صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ونجمها الأحمر آنذاك حيث اخذ منها نقطة انطلاقة لممارسة نشاطه الثوري والدفاعي عن فلسطين, ومن بداية انضمامه في الجبهة لوحظ عليه بالشخصية القوية والقيادية والكتومة.
وبدأ مع رفاقه في الجبهة الديمقراطية التخطيط والتنفيذ لعدة عمليات فدائية وطعن بالسكاكين وغيرها من الأساليب الموجودة والمتواضعة في ذلك الوقت.
عاش أبونضال حياته تارة مربيا ومعلما لأبنائه ورفاقه وتارة أخرى مطارد بين أزقة المخيم لجيش الاحتلال الصهيوني، محاولاً التصدي له بالحجر والسكين.
لم يترك الاحتلال الشهيد يوماً بدون رصد أو ملاحقة نظراً لنشاطه الثوري الذي لم يقتصر على غزة بل امتد للضفة المحتلة والقدس.
حيث داهم الاحتلال بيت الشهيد عدة مرات دون العثور عليه، ولكن بعد ازدياد ترصده اعتقلته قوات الاحتلال في شباط/1989 حيث كان له الابن البكر الرضيع نضال آنذاك، الذي كان يخفي في سريره الزي الخاص بعمل المقاومة في ذلك الوقت.
تعرض أبو نضال خلال الاعتقال لعمليات تعذيب واهانة شديدة كوسيلة للضغط عليه وإضعاف عزيمته دون أن ينال الاحتلال من عزيمته القوية، حيث حكم عليه بالسجن لمدة عامين قضاها بين حوائط السجن وظلم السجان واشتياقه للوطن والأهل.
وشهد رفاقه وإخوانه الأبطال له داخل المعتقل بصموده وعنفوانه، حيث كان يشكل ازعاجاً لإدارة سجون الاحتلال فكان دائما يستفز السجانين ويكون صامتا أمام المعتقلين الذي كان يمثل لهم الأخ والرفيق والمعلم داخل الاعتقال، فكان يتمتع بالجرأة القوية التي كان يمتلكها داخل السجن.
أفرج الاحتلال عن أبو نضال في مطلع العام 1991 ليعود متحمسا لممارسة عمله الثوري ضد الاحتلال مرة أخرى ولكن بطرق وأساليب أخرى.
بعد عودة السلطة إلى قطاع غزة عام 1994 لم يهدأ الثائر أبو نضال بدون إقلاق العدو حيث بدأ بالتخطيط ومهاجمة ا لاحتلال الصهيوني مما أدى إلى قيام السلطة الفلسطينية باعتقاله داخل سجونها لمدة ثلاثة شهور.
لم يترك الشهيد الوطن دقيقة دون أن يفكر فيه وكان اشتياقه يتراكم حتى تفجرت انتفاضة الأقصى عام 2000، فشارك أبو نضال مع الرفاق الثائرين في تشكيل كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين “بديلاً عن النجم الاحمر”.
حيث أزداد نشاطه في الجبهة الديمقراطية ليصبح عضواً في القيادة المركزية للجبهة، وكلف أبو نضال ليكون عضواً في المجلس العسكري لكتائب المقاومة الوطنية وقائدها في شمال القطاع.
بدأ ابو نضال بالضرب والرد بيد من حديد على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد أبناء شعبنا وبدا يجهز المقاتلين للتصدي للاحتلال الصهيوني، وأسس خلايا عدة منها لإطلاق الصواريخ ومنها للتصدي ومنها للعمليات الاستشهادية ومنها لرصد الاحتلال.
ومن العمليات البطولية التي أشرف عليها الشهيد الرفيق أبو نضال:
1- عملية الطريق إلى فلسطين : والتي نفذها المقاتلان محمد أبوصقر من كتائب المقاومة الوطنية وخضر كل من ألوية الناصر صلاح الدين, والتي اعترف العدو فيها باختراق حصون مستوطنة نتفي عتسراه ومقتل ضابط صهيوني واصابة 3آخرين .
2- عملية باب المغاربة : والتي نفذها الاستشهادي سعد رجب صبح شمال بيت لاهيا وأدت حسب اعترافات العدو إلى إصابة سبعة جنود بينهم ضابط في الهندسة.
3- عملية شرق جباليا: والتي نفذتها كتائب المقاومة الوطنية بالاشتراك مع سرايا القدس وأدت إلى إصابة 9 جنود واستشهاد الرفيق المقاتل فؤاد أبومعروف من كتائب المقاومة الوطنية.
4- عملية تحطيم الجدار : والتي نفذتها كتائب المقاومة الوطنية بالاشتراك مع سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وأدت إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة تسعة في معبر أبرز وانسحاب المقاومين بعد ان أحدهم بجروح طفيفة.
5- عملية أرض البدي: والتي نفذتها كتائب المقاومة الوطنية شرق بيت لاهيا واعترفت إذاعة الاحتلال بإصابة ثلاثة جنود .
6- عملية قنص جندي صهيوني والتي نفذتها كتائب المقاومة الوطنية شرق مخيم البرج وأدت إلى إصابة الجندي بصورة مباشرة.
7- عملية إطلاق قذيفتي (ار بي جي) على جيب هندسة صهيوني شرق حي الشجاعيه وإصابته إصابة مباشرة.
كما شارك أبونضال في في إعداد وتجهيز الصواريخ والعبوات الناسفة، وكان قد اشرف بنفسه على على إطلاق عشرات الصواريخ على المستوطنات المجاورة للقطاع، حيث تشهد له صرخات مستوطني سديروت والمجدل وعسقلان ويد مردخاي وكيبوتس سعد و قاعدة زكيم وغيرها من ضربات صواريخه.
ولا أحد ينسى نفسه الوحدوي فكان دائما يحاول التوحيد بين الاجنحة العسكرية المقاتلة في الميدان، من خلال المطالبة بتشكيل غرفة عمليات مشتركة ومشاركته مع العديد من الأجنحة العسكرية في عدة عمليات بطولية، وعمليات إطلاق للصواريخ.
بدأت تهديدات الاحتلال باغتيال قادة الفصائل الفلسطينية وأيضا لم تنس أبونضال من حيث تهديده ومحاولة المراقبة الدائمة له من خلال العملاء المتربصين بالمقاومة ورجالها الأوفياء.
أبو نضال الذي تعود على توديع الشهداء لم يصبر على وداع رفاق دربه القادة الإبطال الشهيد عامر قرموط أحد أبرز قادة ألوية الناصر صلاح الدين والشهيد القائد حسام أبوحبل أحد قادة سرايا القدس والذي تعود على العمل العسكري المشترك معهم، وبذلك لم ينتظره القدر طويلا. فاستهدفته طائرات الاستطلاع الصهيونية وهو يمشي على قدميه، في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، أثناء عودته إلى بيته بعد أن كان يجهز ويخطط لعملية بطولية تربك الاحتلال وتكبده الخسائر، وذلك مساء يوم الاثنين الموافق 14/4/2008م، ليمضي أبونضال شهيدا ويلتحق بقافلة طويلة من الشهداء، وينير درب من ينتظر، وعلى الفور بدأت وسائل الاعلام العبرية بالسرد عن عملية الاغتيال والتي ذكرت أن وزبر الحرب الصهيوني وجهاز الشباك بالإضافة إلى قادة من الجيش هم من أشرفوا على علمية الاغتيال، وأن أبو نضال متهم في قتل عدة جنود صهاينة، وانه المهندس الأول لعملية مهاجمة موقع المخابرات الصهيونية بالقرب من مغتصبة “نتيف عتسراه” والتي ادت إلى مقتل و إصابة عدد من جنود من لواء جيفعاتي بجراح خطيرة، وهي العملية البطولية التي أطلق عليها أبونضال “الطريق إلى فلسطين”.
المجد لك يا أبو نضال في ذكراك الخالدة ذكرى استشهاد أبو نضال نوكد أننا سنمضي قدماً على خطى الشهداء الأبطال الذي عبدوا طريق الحرية والانتصار بدمائهم الطاهرة، ونحذر الاحتلال الصهيوني من أن عدوانه على شعبنا لن يمر دون عقاب، وسيدفع الاحتلال الثمن باهظاً جراء ممارساته العدوانية.