مجازر متواصلة.. عشرات الشهداء والجرحى وغارات مكثفة في قطاع غزة

غزة: تتواصل الحرب منذ 18 آذار/ مارس الماضي، في أعقاب انهيار تهدئة هشة سرعان ما تراجع عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ليستأنف سياسة الحرب الشاملة، بما في ذلك عمليات الإبادة والتهجير، ووقف المساعدات الإنسانية، وإغلاق المعابر. يأتي ذلك في سياق عدوان مستمر منذ قرابة 17 شهرا.
وقد وسع الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، عملياته العسكرية في وسط قطاع غزة، إذ أقدم على تفجير عدد من المنازل السكنية شرق مدينة غزة. كما وجه إنذارات للنازحين الفلسطينيين المتواجدين في مدرسة "فاطمة بنت أسد" في بلدة جباليا شمال القطاع، يطالبهم فيها بإخلاء المبنى تمهيدا لقصفه.
وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة، مساء الأربعاء، في منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، إذ استهدفت خيمة تؤوي نازحين بقصف من طائرة مسيّرة، ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين على الأقل، بينهم أطفال، وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة.
وأفادت مصادر محلية بأن جثامين الشهداء نُقلت إلى مستشفى "ناصر"، وقد وصلت متفحمة جراء اندلاع النيران في خيام النازحين عقب الاستهداف المباشر، في إطار التصعيد الإسرائيلي لحرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 51,025، والإصابات إلى 116,432 منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 1,652 شهيدا، و4,391 مصابا منذ 18 آذار/ مارس الماضي.
وقالت، إن 25 شهيدا، و89 مصابا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن عددا من الشهداء ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمنشآت المدمرة، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والطواقم المختصة الوصول إليهم، بسبب قلة الإمكانيات.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون، الليلة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال قصفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أسفر عن استشهاد 10 مواطنين وإصابة آخرين، لافتا إلى أن جثامين الشهداء تفحمت جراء اشتعال النيران في الخيمة.
وجرى نقل الجرحى وجثامين الشهداء إلى مستشفى ناصر في المدينة.
وفي وسط القطاع، استشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين غرب دير البلح.
ومساء الأربعاء، استشهد 4 مواطنين، وجرح العشرات، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي، مدينتي دير البلح وخان يونس.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة البركة بدير البلح، ما أسفر عن استشهاد اثنين منهم، وإصابة آخرين.
وأضاف أن طائرات الاحتلال المسيّرة قصفت مجموعة من المواطنين غرب مخيم خان يونس، ما أسفر عن استشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين.
كما أصيب عدد من المواطنين بجروح، إثر قصف طائرات الاحتلال المسيّرة للمواطنين في حي الأمل غرب مدينة خان يونس، فيما شنت طائرات الاحتلال الحربية غارتين على محيط حي قديح شرق بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة.
واستشهد عدد من المواطنين، وأصيب آخرون، غالبيتهم إصاباتهم خطيرة، إثر استهداف الاحتلال الإسرائيلي حي التفاح شرق مدينة غزة.
استشهد 4 مواطنين، وجرح العشرات، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي، مدينتي دير البلح وخان يونس بقطاع غزة.
وقالت مصادر محلية، إن طائرات الاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة البركة بدير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد اثنين منهم، وإصابة آخرين.
وأضاف أن طائرة إسرائيلية مسيرة، قصفت مجموعة من المواطنين غرب مخيم خان يونس جنوب القطاع، ما أسفر عن استشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين.
كما أصيب عدد من المواطنين بجروح، إثر قصف مسيرة إسرائيلية للمواطنين في حي الأمل غرب مدينة خان يونس، فيما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين على محيط حي قديح شرق بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة.
استشهد عدد من المواطنين، وأصيب آخرون، غالبيتهم إصاباتهم خطيرة، إثر استهداف الاحتلال الإسرائيلي مدينة غزة وسط القطاع.
وقالت مصادر محلية، إن عدد من المواطنين استشهدوا عرف من بينهم، خالد محمد أبو شعيب، ومصباح محمد أبو شعيب، وأصيب آخرون، إثر استهداف الاحتلال حي التفاح شرق مدينة غزة.
وفي السياق، أصيب 3 مواطنين بينهم طفلة، باستهداف مجموعة مواطنين بمنطقة البركة بدير البلح وسط القطاع.
استُشهد 3 مواطنين، وجُرح آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مدينتي خان يونس وغزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال المسيرة قصفت شارع "2" ببلدة القرارة شمال خان يونس، ما أسفر عن استشهاد مواطنين هما: خالد الأسطل، وطاهر السقا.
كما استشهد مواطن، وأصيب آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، منزلاً بحي التفاح شرق مدينة غزة.
استُشهدت صحفية، و10 من أفراد عائلتها، اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلهم في مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال شنت غارة على منزل عائلة الصحفية فاطمة حسونة في حي التفاح، شرق مدينة غزة، ما أدى إلى ارتقائها مع عشرة من أفراد عائلتها، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة، استُشهد أكثر من 210 صحفيين وعاملين في الإعلام برصاص الاحتلال وصواريخه، في أكبر مجزرة دموية تُرتكب بحق الإعلاميين في التاريخ الحديث.
استشهد وأصيب عدد من المواطنين، منذ فجر يوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية أنحاء متفرقة في مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 10 مواطنين وإصابة آخرين في قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة حسونة في شارع النفق.
وأضافت المصادر ذاتها، أن ثلاثة شهداء ارتقوا بينهم الصحفية فاطمة حسونة، وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منزلا في منطقة الشعف بحي التفاح.
واستهدفت مدفعية الاحتلال منزلا لعائلة الشواف في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، جنوب القطاع، دون وقوع إصابات.
مفاوضات وقف إطلاق النار
وفي اليوم الـ30 من استئناف العمليات العسكرية، أعلنت كتائب القسام فقدان الاتصال مع المجموعة المسؤولة عن أسر الجندي الأميركي عيدان ألكسندار، وذلك بعد قصف نفذه الجيش الإسرائيلي. من جهتها، أكدت الإدارة الأميركية أن العثور على الجندي ألكسندار يشكل أولوية قصوى للرئيس دونالد ترامب.
أما على صعيد الجهود السياسية، فقد صرح قيادي في حركة حماس بأن المفاوضات التي جرت مؤخرا في القاهرة لم تفض إلى نتائج، مؤكدا أن المقترح الذي طرح خلال الجولة مرفوض تماما من جميع الفصائل، مضيفا أن المقترح تضمن شروطا مرفوضة، أبرزها نزع سلاح المقاومة، دون أي ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب أو انسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بقطاع غزة منذ 18 آذار/ مارس الماضي، وذلك جراء استئناف إسرائيل الإبادة الجماعية وتنصلها من اتفاق "وقف إطلاق النار".
وقال المكتب، حسب ما نقله موقع "أخبار الأمم المتحدة"، الليلة، إن مئات الآلاف من الفلسطينيين نزحوا مرارا قبل وقف إطلاق النار المؤقت في 19 كانون الثاني/ يناير 2025.
وأضاف أن "الأعمال العدائية المتواصلة في أنحاء قطاع غزة لا تزال تخلف آثارا مدمرة على المدنيين، منها الموت والنزوح وتدمير البنية الأساسية الحيوية".
وفيما يتعلق بالوصول الإنساني، أشار مكتب "أوتشا" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يواصل رفض الموافقة على البعثات المنسقة ولم تقم اليوم سوى بتيسير اثنتين فقط من 6 تحركات إنسانية كان مخططا لها وتم التنسيق بشأنها" مع سلطات الاحتلال.
وأضاف أن "إسرائيل رفضت أربع بعثات أخرى، من بينها واحدة لجلب الوقود من رفح"، دون توضيح أسباب رفض باقي التحركات، أو طبيعة البعثات وما تحمله من مساعدات إنسانية.
وذكر المكتب أن فرقه زارت الأسبوع الماضي مواقع نزوح في خان يونس، حيث "يعيش غالبية الناس في أماكن إيواء مكتظة، في ظل شح المأوى والغذاء والماء والدواء".
وأشار إلى أن "العاملين في مجال الإغاثة أفادوا أن الخيام لم تعد متوفرة للتوزيع بأنحاء القطاع، وفي بلدة بني سهيلا في خان يونس جنوب القطاع على سبيل المثال لم تتلق الأسر التي نزحت مؤخرا سوى عدد قليل من البطانيات والقماش".
وأفادت الأمم المتحدة "بتفاقم سوء التغذية الحاد في القطاع، وبانخفاض عدد الأطفال الذين يتلقون التغذية التكميلية في آذار/ مارس، بنسبة تزيد عن الثلثين".
وتعيق القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الوصول الإنساني القدرة على إمداد المستشفيات بالمواد الطبية، ما يعرض صحة مزيد من المرضى للخطر، وفق الأمم المتحدة.
ومنذ الثاني من آذار/ مارس الماضي يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء لقطاع غزة عقب إغلاقه للمعابر ما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة.
"الأونروا": نقص الأدوية الحاد في غزة تهديد خطر لحياة المرضى
أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الأربعاء، أن النقص الحاد في الأدوية والإمدادات الطبية في قطاع غزة، يشكل تهديدا خطيرًا على حياة المرضى.
وقالت الوكالة، في بيان على موقعها الرسمي، إن نظام الرعاية الصحية في غزة بأكمله، ومنذ بداية العدوان، تحت الهجوم، مطالبة برفع الحصار المستمر الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وتجديد وقف إطلاق النار.
وفي السياق ذاته، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" في تقرير نُشر اليوم الأربعاء، "إن قطاع غزة أصبح مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يساعدهم".
وأضافت المنظمة "أن منع وصول المساعدات الأساسية عمدًا يدمّر حياة الفلسطينيين مرة أخرى بشكل ممنهج"، داعية إلى "رفع الحصار عن غزة فورًا، وحماية أرواح الفلسطينيين والعاملين في المجالين الإنساني والطبي، واستعادة وقف إطلاق النار والحفاظ عليه".
"آكشن إيد": ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والأطفال في غزة
أفاد أطباء في المستشفيات التي تديرها جمعية العودة المجتمعية المؤسسة الشريكة لمؤسسة "آكشن إيد" الدولية في غزة، بحدوث ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والمرضعات، وكذلك بين الأطفال الصغار، وذلك في ظل استمرار الحظر الكامل لدخول المساعدات ونفاد الإمدادات الغذائية المتبقية.
وأوضحت المؤسسة في بيان، صدر اليوم الأربعاء، أنه لم تدخل غزة أي مواد غذائية، أو مياه نظيفة، أو أدوية، أو مستلزمات أساسية أخرى، لما يزيد على 45 يومًا، بعد أن أغلقت السلطات الإسرائيلية جميع المعابر الحدودية، ومنعت دخول جميع المساعدات، ما يرقى إلى عقاب جماعي وتجويع للسكان.
وأشارت إلى أن الناس يعانون الجوع وتدهور صحتهم بسرعة، بسبب النقص الحاد في الغذاء الذي أدى إلى إغلاق المخابز، والمطابخ المجتمعية، وفراغ الأسواق من معظم المواد.
واستندت إلى شهادة رئيسة قسم التغذية العلاجية في مستشفى ومؤسسة العودة المجتمعية في النصيرات، وسط غزة، طبيبة الأطفال الدكتورة وصال أبو لبن، قائلة: "إن التأثير في النساء الحوامل والمرضعات كان واضحًا للغاية".
وأضافت: "لقد لاحظنا زيادة كبيرة جدًا في عدد حالات النساء الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين سوء تغذية حادا ومتوسطا. كل هذا نتيجة للحصار في الشهر الماضي وإغلاق المعابر، فجميعهن يعانين فقر الدم ونقص الحديد بسبب نقص الغذاء أو المكملات الغذائية، ما يؤثر سلبًا في الحمل".
وأشارت إلى أن معظم الأطفال يولدون بوزن أقل من الطبيعي. فمعظم الحالات التي نشاهدها الآن... يعاني المواليد فيها انخفاض الوزن عند الولادة إلى أقل من 2.5 كيلوغرام. وبالطبع، هناك علاقة مباشرة بين ذلك وتغذية الأم الحامل نفسها".
وتابعت: "هناك أيضًا حالات إجهاض ونزيف تحدث للنساء بسبب إصابتهن بفقر الدم أثناء الحمل".
ووجد مسح حديث أجرته مجموعة التغذية: "إن ما بين 10% إلى 20% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين سوء تغذية، في حين أن ثلث النساء الحوامل في غزة – ويقدر عددهن بـ55,000 امرأة – يواجهن حالات حمل عالي الخطورة.
ويُولد في غزة نحو 130 طفلًا يوميًا، إلا أن الإمدادات الطبية الأساسية – مثل مواد التخدير للولادة، ومسكنات الألم، والمضادات الحيوية، ووحدات الدم الضرورية للحالات المعقدة – على وشك النفاد، بحسب منظمة الصحة العالمية.
كما تتزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال الصغار، إذ تُقدّر مصادر طبية في غزة أن نحو 60,000 طفل معرضون لخطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة بسبب سوء التغذية.
وفي الوقت ذاته، أصبح الوصول إلى العلاج صعبًا، إذ اضطرت "اليونيسف" إلى إغلاق 21 من مراكز التغذية الخاصة بها نتيجة القصف الإسرائيلي أو أوامر الإخلاء القسري، ما أدى إلى انقطاع العلاج عن مئات الأطفال.
بدورها، أوضحت مسؤولة التواصل والمناصرة في "آكشن إيد"/ فلسطين ريهام جعفري: "بعد ما يزيد على ستة أسابيع من منع المساعدات بالكامل وبشكل متعمد عن غزة، بدأت تتضح عواقب هذا القرار غير القانوني والفظيع بشكل مدمر".
وأضافت: تتزايد حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل – ما يهدد حياتهن وحياة أطفالهن – وبين الأطفال الصغار، مع ما يترتب على ذلك من آثار صحية كارثية مدى الحياة، فكل يوم يستمر فيه الحصار المفروض على المساعدات، تزداد هذه الكارثة الإنسانية سوءًا.
وأشارت إلى أن "وقت الإدانة قد فات، فالأشخاص في غزة الذين لم يُقتلوا في القصف اليومي المتواصل يواجهون الآن خطر الموت جوعًا، وعلى المجتمع الدولي التحرك فورًا لوضع حد دائم لهذه الحرب، وضمان الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من غزة، كما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات المنقذة للحياة فورًا وبشكل واسع إلى غزة، لوقف تفاقم الكارثة الإنسانية أكثر".
أطباء بلا حدود: غزة أصبحت "مقبرة جماعية" للفلسطينيين ومن يساعدونهم
قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، إن قطاع غزة أصبح "مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبّون لمساعدتهم" جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت المنظمة في بيان صادر عنها، اليوم الأربعاء، إن "سلسلة من الهجمات القاتلة التي شنتها القوات الإسرائيلية شهدت تجاهلًا صارخًا لسلامة العاملين في المجال الإنساني والطبي في غزة".
ودعت، سلطات الاحتلال إلى رفع حصارها اللاإنساني والقاتل، وحماية أرواح المواطنين، والعاملين في المجال الإنساني والطبي.
وقالت منسقة الطوارئ مع أطباء بلا حدود في غزة، أماند بيزرول، "تحوّلت غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين والقادمين لمساعدتهم، إذ نشهد وبشكل مباشر التدمير والتهجير القسري لجميع السكان في غزة. وفي ظل غياب أي مأمن للفلسطينيين أو من يحاولون مساعدتهم، تعاني الاستجابة الإنسانية بشدة تحت وطأة انعدام الأمن والنقص الحاد في الإمدادات، ما يترك للناس خيارات قليلة، إن وُجدت، للحصول على الرعاية".
وبحسب للأمم المتحدة، استشهد ما لا يقل عن 409 عمّال إغاثة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومعظمهم من موظفي الأونروا، أبرز مزودي المساعدات الإنسانية في غزة، فيما استشهد أحد عشر من من منظمة أطباء بلا حدود منذ بداية الحرب، ومنهم من استشهدوا أثناء تأدية عملهم، وقد استشهد اثنان خلال الأسبوعين الماضيين فقط.
وتابعت المنظمة: "في أحدث الهجمات الوحشية التي شنتها القوات الإسرائيلية على عمال الإغاثة، عُثر على جثث 15 مسعفًا وسيارات إسعافهم في مقبرة جماعية في 30 مارس/آذار في رفح، جنوب غزة. قتلت القوات الإسرائيلية هذه المجموعة أثناء محاولتها مساعدة المدنيين العالقين في دائرة القصف في 23 مارس/آذار. وقد أظهرت الأدلة الجديدة والمتداولة علنًا أن العمال ومركباتهم كانوا يحملون شارات واضحة ويسهل التعرف عليهم، ما يدحض الادعاءات الأولية التي قدمتها السلطات الإسرائيلية."
بدورها قالت المديرة العامة لأطباء بلا حدود فرنسا، كلير ماغون، "يظهر هذا القتل المروّع لعمال الإغاثة مثالًا آخر على تجاهل القوات الإسرائيلية التام لحماية العاملين في المجال الإنساني والطبي، كما أن صمت أقرب حلفاء إسرائيل ودعمهم غير المشروط يشجع هذه الأعمال أكثر".
وأضافت: "التحقيقات الدولية والمستقلة هي وحدها القادرة على تسليط الضوء على ملابسات هذه الاعتداءات على عمال الإغاثة، والمسؤوليات المترتبة عليها.
وتابعت ماغون: أطباء بلا حدود قد شهدت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عدة حوادث قُتل فيها عاملون في المجال الإنساني والطبي، ويمثل تنسيق التحركات الإنسانية مع السلطات الإسرائيلية، والمعروف بنظام الإخطار الإنساني، آلية قاصرة بالأصل، والآن لم يعد الاعتماد عليها ممكنًا وهي بالكاد توفّر أي ضمانات للحماية فقد تعرضت المواقع المبلّغ عنها للقذائف أو الرصاص، والتي أخبر العاملون في المجال الإنساني إسرائيل عن وجودهم فيها، مثل المرافق الصحية التي نعمل فيها، والمجمعات التابعة للجهات الفاعلة بالعمل الإنساني، ومكاتب أطباء بلا حدود وبيوت ضيافتها، وقد تعرضت المناطق القريبة من المرافق الصحية للقصف والقتال وأوامر الإخلاء.
وأشارت إلى أن فرق أطباء بلا حدود اضطرت إلى مغادرة الكثير من المرافق، في حين تواصل مرافق أخرى عملها مع وجود كوادر ومرضى محاصرين في الداخل وغير قادرين على المغادرة بأمان لساعات طويلة.
وقالت، إنه منذ 18 مارس/آذار، لم تتمكن أطباء بلا حدود من العودة إلى المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، حيث كان مقررًا أن تبدأ فرقنا بتقديم الرعاية الصحية للأطفال، لكنها اضطرت إلى الفرار من المستشفى الميداني الذي أقيم بجوار المجمع. كما عُلّق عمل عيادات أطباء بلا حدود المتنقلة في شمال غزة. أما في الجنوب، فلم تتمكن فرق المنظمة من العودة إلى عيادة الشابورة في رفح.
وأردفت ماغون: أدى الحصار الكامل على غزة إلى استنزاف مخزون الغذاء والوقود والأدوية، حيث تواجه أطباء بلا حدود بالتحديد نقصًا في الأدوية لعلاج الآلام والأمراض المزمنة والمضادات الحيوية والمواد الجراحية الضرورية، وسيؤدي عدم تعبئة الوقود في جميع أنحاء القطاع إلى وقف حتمي للأنشطة، إذ تعتمد المستشفيات على مولدات الكهرباء لإبقاء المرضى ذوي الحالات الحرجة على قيد الحياة وإجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة.
وأضافت: "تعمدت السلطات الإسرائيلية منع جميع المساعدات من دخول غزة لأكثر من شهر، وأُجبر العاملون في المجال الإنساني على مشاهدة الناس وهم يعانون ويموتون، بينما يتحملون هم العبء المستحيل والمتمثل بتقديم الإغاثة بإمدادات مستنفدة، فيما هم أنفسهم يواجهون نفس الظروف المهددة للحياة، ومن المستحيل أن يتمكنوا من تنفيذ مهمتهم في ظل هذه الظروف. هذا ليس فشلًا إنسانيًا، بل هو خيار سياسي، واعتداء متعمد على قدرة الشعب على البقاء على قيد الحياة، وهو اعتداء يُنفّذ دون عقاب".
ودعت "أطباء بلا حدود"، سلطات الاحتلال لإنهاء عقابها الجماعي بحق للفلسطينيين، والضغط عليها من أجل التوقف عن تدمير حياة المواطنين في قطاع غزة.
استشهاد 63 أسيرا وأكثر من 16400 حالة اعتقال منذ بداية العدوان على قطاع غزة
قالت مؤسسات الأسرى، إن (63) معتقلا على الأقل استشهدوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على قطاع غزة، من بينهم (40) شهيدا من غزة، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من الشهداء، واحتجاز جثامينهم، علماً أنّ عدد الشهداء الأسرى الموثقة أسماؤهم منذ عام 1967، (300) شهيد كان آخرهم الطفل وليد أحمد من سلواد.
وأضافت في بيان مشترك لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، أن جرائم التّعذيب بكافة مستوياتها، وجريمة التّجويع، والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسية منها الاغتصاب، شكّلت الأسباب الأساسية التي أدت إلى استشهاد أسرى ومعتقلين بوتيرة أعلى مقارنة مع أي فترة زمنية أخرى، وذلك استناداً لعمليات الرصد والتوثيق التاريخية المتوفرة لدى المؤسسات.
ولفتت مؤسسات الأسرى، إلى أن الشهادات والإفادات من الأسرى داخل سجون الاحتلال التي نقلتها الطواقم القانونية والشهادات التي جرى توثيقها من المفرج عنهم، كسبت مستوى صادم ومروع لأساليب التّعذيب الممنهجة، تحديداً في روايات معتقلي غزة، وتضمنت هذه الشهادات إلى جانب عمليات التّعذيب، أساليب الإذلال – غير المسبوقة- لامتهان الكرامة الإنسانية، والضرب المبرح والمتكرر، والحرمان من أدنى شروط الحياة الاعتقالية اللازمة، ونجد أنّ الاحتلال عمل على مأسسة جرائم بأدوات وأساليب معينة، تتطلب من المنظومة الحقوقية الدولية النظر إليها كمرحلة جديدة تهدد الإنسانية جمعاء وليس الفلسطيني فحسب، وهذا ما ينطبق أيضا على قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
وأشارت إلى حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة صعدت من حملاتها التحريضية واستهداف الأسرى منذ ما قبل حرب الإبادة، حيث كان من الواضح أنها في سياق تصعيد إجرامها ضد المعتقلين من خلال عمليات القمع ومحاولتها سلب ما تبقى لهم من حقوق وكانت المرحلة التي سبقت الإبادة، مقدمة لنواياها التي دعت لإعدامهم عبر وزيرها المتطرف (بن غفير) والذي شكل عنوانا يمثل منظومة الاحتلال برمتها، التي عملت على التحريض على الأسرى لقتلهم وإطلاق النار على رؤوسهم لحل مشكلة الاكتظاظ في السّجون.
أكثر من 16400 حالة اعتقال منذ بداية العدوان على قطاع غزة
وبلغت حصيلة حالات الاعتقال منذ بدء الإبادة (16400) حالة اعتقال، من بينهم أكثر من (510) من النساء، ونحو (1300) من الأطفال. هذا المعطى لا يشمل حالات الاعتقال من غزة والتي تقدر بالآلاف، بما فيهم النساء والأطفال، حيث شكّلت جريمة الإخفاء القسري أبرز الجرائم التي مارسها الاحتلال بحقّ معتقلي غزة وما يزال.
وعمل الاحتلال على استحداث معسكرات خاصّة لاحتجاز معتقلي غزة والضفة، مع تصاعد أعداد المعتقلين، إلى جانب السّجون المركزية، وكان من أبرزهم معسكر (سديه تيمان) الذي شكل العنوان الأبرز لجرائم التعذيب، وسجن (ركيفت) إضافة إلى معسكر (عناتوت) ومعسكر (عوفر)، ومعسكر (نفتالي)، ومعسكر (منشة) وهي معسكرات تابعة لإدارة جيش الاحتلال، وهي فقط المعسكرات التي تمكنت المؤسسات من رصدها وقد يكون هناك سجون ومعسكرات سرّية. وقد استخدمت دولة الاحتلال جملة من الأدوات لترسيخ جريمة الإخفاء القسري، وذلك من خلال تطويع القانون بفرض تعديلات على ما يسمى بقانون (المقاتل غير الشرعي)، وكذلك منع اللجنة الدّولية للصليب الأحمر من زيارتهم، وعدم الإفصاح عن أعدادهم وأماكن احتجازهم، وظروف اعتقالهم، أو أي شيء يتعلق بمصيرهم، وتعمد الاحتلال بالتعامل معهم كأرقام، ولاحقا تمكّنت الطواقم القانونية في ضوء التعديلات التي تمت الكشف عن مصير آلاف المعتقلين من غزة.
9900 معتقل في سجون الاحتلال
ويبلغ عدد المعتقلين في سجون الاحتلال، أكثر من 9900 معتقل، وهذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة الذين يخضعون لجريمة (الإختفاء القسري)، كما يبلغ عدد الأسيرات (29)، بينهن أسيرة من غزة، وطفلة، فيما يبلغ عدد الأسرى الأطفال (الأشبال) ممن تقل أعمارهم عن (18 عامًا) – نحو (400) طفل موزعين على سجون (مجدو، عوفر).
وبلغ عدد المعتقلين الإداريين أكثر من (3498) معتقلًا إداريًا (حتى بداية نيسان) من بينهم (4) من النساء، وأكثر من (100) طفل، غالبية المعتقلين الإداريين هم أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال، بالإضافة إلى فئات أخرى شملت: طلبة مدارس وجامعات، وصحفيين، وحقوقيين، ومحامين، ومهندسين، وأطباء، وأكاديميين، ونواب، ونشطاء، وعمال، وأقارب من الدرجة الأولى لشهداء وأسرى في سجون الاحتلال، منهم شقيقات شهداء وزوجات أسرى.
ويبلغ عدد المعتقلين الذين صنفهم الاحتلال (بالمقاتلين غير الشرعيين) وفقًا لمعطى إدارة السّجون، (1747) وهذا المعطى حتى بداية نيسان 2025.
3498 معتقل إداري في سجون الاحتلال
وشكّلت قضية المعتقلين الإداريين التّحول الأبرز إلى جانب جملة الجرائم الممنهجة التي نفّذها الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة، وقد تصاعد أعداد المعتقلين الإداريين ليكون الأعلى تاريخيا، فقد وصل عدد المعتقلين الإداريين حتى بداية نيسان/ أبريل، (3498) من بينهم أكثر من (100) طفل، و(4) أسيرات، مع العلم أنّ عدد المعتقلين الإداريين قبل الحرب، بلغ نحو (1320) معتقل، وهذا التصاعد ترافق مع قدوم حكومة الاحتلال المتطرفة، أي قبل بدء الإبادة. وبالعودة إلى السياق التاريخي لجريمة الاعتقال الإداري، نؤكد أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية استخدمت سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحق الفلسطينيين، وعلى مدار كل تلك الأعوام اعتقل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إدارياً. وإلى جانب جريمة الاعتقال الإداريّ صعّد الاحتلال من الاعتقال على خلفية حرية الرأي والتعبير بذريعة (التحريض)، حيث استخدم منصات التواصل الاجتماعي أداة مركزية للقمع واعتقال المزيد بين صفوف المواطنين.
جرائم طبية بحق المعتقلين
وتخيم الجرائم الطبية على شهادات الأسرى، تحديدا مع استمرار انتشار مرض (الجرب- السكايبوس) الذي حوّلته منظومة السّجون إلى أداة تعذيب، وأدى إلى استشهاد أسرى، فغالبية الزيارات التي تتم للأسرى مؤخرا تسيطر عليها انتشار مرض الجرب، وتحديدا في سجني (النقب، ومجدو، إلى جانب سجن عوفر) الذي يتصاعد فيه المرض، مع انعدام كافة الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الحد من انتشاره، حيث تتعمد منظومة السجون حرمان الأسرى من أدوات النظافة والملابس والتعرض للشمس، والاستحمام بشكل منتظم، إلى جانب الاكتظاظ غير المسبوق بين صفوف الأسرى.
وتصاعدت أعداد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، فهناك المئات من المرضى والجرحى، وأعدادهم في تصاعد مستمر جراء الجرائم والسياسات والإجراءات الانتقامية الممنهجة التي فرضها الاحتلال على الأسرى، وأبرزها التّعذيب والجرائم الطبيّة.
وجددت المؤسسات مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدّولية المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية الدّولية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها في ضوء الإبادة والعدوان المستمر، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.