كارثة إنسانية في غزة: ارتفاع حاد بسوء التغذية بين النساء الحوامل والأطفال وسط حصار شامل

تشهد غزة تصاعدًا خطيرًا في حالات سوء التغذية الحاد، خصوصًا بين النساء الحوامل والمرضعات والأطفال، وسط حصار خانق فرضته سلطات الاحتلال منذ أكثر من 45 يومًا، تخلله منع كامل لدخول المساعدات الغذائية والطبية والمستلزمات الأساسية.

وأفاد أطباء في مستشفيات تديرها جمعية العودة المجتمعية، الشريكة لمؤسسة “آكشن إيد”، بارتفاع كبير في حالات فقر الدم وسوء التغذية لدى النساء، ما أدى إلى حالات إجهاض ونزيف وانخفاض حاد في أوزان المواليد. وأكدت الدكتورة وصال أبو لبن، رئيسة قسم التغذية في مستشفى النصيرات، أن جميع النساء الحوامل والمرضعات تقريبًا يعانين من نقص الحديد، وهو ما ينعكس سلبًا على صحتهن وحملهن.

ويُظهر مسح أجري مؤخرًا أن ما بين 10% إلى 20% من النساء يعانين من سوء تغذية، بينما تواجه ثلث الحوامل – والبالغ عددهن نحو 55 ألف امرأة – حالات حمل عالي الخطورة. كما يواجه نحو 60 ألف طفل خطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة نتيجة سوء التغذية، وفق تقديرات طبية في القطاع.

ووسط هذا الواقع المأساوي، تقترب الإمدادات الطبية من النفاد، بما في ذلك مواد التخدير، والمضادات الحيوية، ووحدات الدم، في وقتٍ تُولد فيه نحو 130 حالة يوميًا. وتفاقم الوضع مع إغلاق 21 مركز تغذية تابع لـ”اليونيسف” بسبب القصف أو الإخلاء القسري، ما قطع العلاج عن مئات الأطفال.

وفي تصريحها، أكدت ريهام جعفري، مسؤولة التواصل في “آكشن إيد/فلسطين”، أن “كل يوم يستمر فيه الحصار، تتفاقم الكارثة”، داعية إلى تحرك دولي فوري لإيقاف الحرب، وضمان إدخال المساعدات، والضغط من أجل الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من غزة، وفق اتفاق وقف إطلاق النار.

يُذكر أن الاحتلال يستخدم الحصار كأداة تجويع جماعي، ما يُشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي، وسط تحذيرات أممية متزايدة من وقوع مجاعة حقيقية في القطاع المحاصر.

disqus comments here