في الذكرى 17 لاستشهاد الرفيق سلمان قدوم «أسد الاشتباكات المسلحة»

في الذكرى الـ 17 لاستشهاد الرفيق سلمان قدوم

من مؤسسي كتائب المقاومة الوطنية في مدينة غزة، وأسد الاشتباكات المسلحة على ما كان يعرف بطريق «كارني نتساريم»

■ ولد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بتاريخ 12/8/1975م، وتربى داخل أسرة فلسطينية مناضلة على حب الوطن والفداء ومقاومة الاحتلال.

انهي الشهيد دراسته الابتدائية في مدارس حي الشجاعية، ومع اندلاع انتفاضة الحجارة الكبرى عام 1987م، شارك مثله مثل باقي أطفال قطاع غزة، في مقارعة جنود الاحتلال ورشقهم بالحجارة.

أكمل دراسته الإعدادية في مدرسة الفرات، التي كانت مقر لأطفال الحجارة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فلم يكن يوماً يمر بدون اندلاع مواجهات واشتباكات بالحجارة مع الاحتلال، الذي كان يهدف للتخريب على المسيرة التعليمية ونشر سياسة تجهيل المجتمع.

بدأ سلمان دراسته الثانوية والانتفاضة في أوج خضمها، وانضم الشهيد إلى تجمعات المقاومة الطلابية وحينها انضم إلى صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التي كانت تحمل شعار المقاومة والتحرير حتى دحر الاحتلال عن أرضنا، والتحق بمجموعات الشهيد عمر القاسم التي كان لها دور كبير في فعاليات الانتفاضة، حيث المشاركة والريادية في العمل المقاوم في الانتفاضة، وتعرض في هذه الفترة للإصابة برصاص الاحتلال في إحدى قدميه، لكن إصابته لم تثنيه عن مواصلة المطاردة اليومية لقوات الاحتلال خلال الانتفاضة.

أنهى دراسته الثانوية في العام 1990م، بعد معاناة شديدة وحصل على شهادة الثانوية العامة من «الفرع العلمي» بتقدير جيد جدا، وتزوج الشهيد في اواخر الانتفاضة الاولى وأنجب عدداً من الأبناء.

كان الشهيد رقيق القلب دائم الابتسامة، يحترم الكبير ويعطف على الصغير، وحظي بمحبة وتقدير كل من خالطوه، لم تكن الابتسامة تغادر وجهه في الأفراح والاحزان، كان الاكثر صبرا في المحن، والاكثر جلادة في العمل المقاوم ضد الاحتلال.

عمل الشهيد بجهاز الشرطة الفلسطينية ليخدم الوطن والمواطن، حتى يوم استشهاده في العام 2002م.

مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، بادر الرفيق كعادته في المشاركة الفاعلة في فعاليات الانتفاضة، وكان من الاوائل الذين بادروا بإطلاق النار على المستوطنات والمواقع العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة.

ومع ظهور العمل المسلح من جديد «عسكرة انتفاضة الاقصى»، أعادت الجبهة الديمقراطية تشكيل جناحها العسكري والتي أطلقت عليه كتائب المقاومة الوطنية، فكان الرفيق من أوائل الرفاق المشاركين بل المؤسسين للجناح العسكري في مدينة غزة، لقناعته الراسخة بأن العمل العسكري «العمليات المسلحة»، ستجبر الاحتلال على الرحيل من الأراضي المحتلة.

عمل على تشكيل الكتائب مع رفاقه المقاومين بإمكانيات متواضعة، وبدأ مشواره المقاوم في دحر الاحتلال عن قطاع غزة وقلع المستوطنات التي كانت تعمل على تقسيمه.

تمتع الشهيد بعلاقة جيدة مع جميع رفاقه في كتائب المقاومة الوطنية، وتعدت العلاقة المتينة إلى مقاتلي الأجنحة العسكرية الأخرى التي كانت تعمل في الميدان، وكان نتيجة هذه العلاقة الجيدة اشتراكه في عملية مشتركة مع ألوية الناصر صلاح الدين في تفجير دبابة إسرائيلية من نوع «ميركافاه» شرق مدينة غزة.

تمتع الرفيق بحس أمني عال، فلم يكن أحد يعلم عن عمله في صفوف كتائب المقاومة الوطنية، وكان يتعامل مع الجميع بتواضع وشفافية وبطبيعة تبعد عنه الشك انه يقاتل الاحتلال في صفوف كتائب المقاومة الوطنية.

شارك في الفترة منذ اندلاع انتفاضة الاقصى وحتى استشهاده، في عمليات «كر وفر» أوجعت جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتميز بجرأته وحنكته القتالية العالية خاصة في تنفيذ العمليات البطولية والاشتباك مع جنود الاحتلال فيما كان يعرف بالطريق الأمني «كارني نتساريم»، قبيل الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في العام 2005م.

في مساء يوم 11/6/2002م، قام الرفيق سلمان مع مجموعة من المقاتلين من الأجنحة العسكرية الأخرى لفصائل المقاومة، بمهاجمة «مستوطنة نتساريم» التي كانت تفصل بين محافظة غزة والمحافظة الوسطى في ذلك الوقت.

وقاموا باقتحام المستوطنة والاشتباك مع جنود الاحتلال، بعد أن تمكنوا بكل بسالة وعنفوان من استهداف آليات الاحتلال التي كانت متواجدة في مكان تنفيذ العملية البطولية، ما أدى إلى استشهاده هو وأربعة من منفذي هذه العملية النوعية، ومقتل وإصابة عدد من الجنود الاسرائيليين من لواء «جفعاتي».

 وحين استشهد هو وعدد من ورفاقه، علق قائد كبير في جيش الاحتلال آنذاك بأن الجيش تمكن من قتل أكثر المجموعات إقلاقاً وخطراً عليه في تلك المنطقة، ولقد شعر بالارتياح بعد قتلهم ■

disqus comments here