في الذكرى الحادية عشر لاستشهاد القائد الكبير أبراهيم ابو علبة «أبو نضال»

الشهيد الرفيق القائد: إبراهيم أبو علبة «أبو نضال»، عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، عضو المجلس العسكري لكتائب المقاومة الوطنية وقائدها في شمال قطاع غزة.

**نشأته وترعرعه**

ولد الشهيد القائد إبراهيم محمود إبراهيم أبوعلبة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بتاريخ 17/12/1964 داخل أسرة متواضعة يشهد لها المجتمع الفلسطينيي بأخلاقها ونضالها على مر السنين حيث ترعرع الشهيد فيها وتعلم منها الأخلاق والعادات والتقاليد وحب الوطن.
انهي دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مخيم جباليا للاجئين، حيث يشهد له زملائه وأبناء منطقته عن صدره الثوري وحبه الشديد للوطن وتحريضه الدائم لطلبة المدارس على الاحتلال

**مشواره النضالي**

التحق شهيدتا القائد في صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ونجمها الأحمر حيث اخذ منها نقطة انطلاقة لممارسة نشاطه الثوري والدفاعي عن فلسطين, ومن بداية انضمامه في الجبهة لوحظ عليه بالشخصية القوية والقيادية والكتومة. وبدأ مع رفاقه التخطيط والتنفيذ لعدة عمليات فدائية، وغيرها من الأساليب الموجودة والمتواضعة في ذلك الوقت.
عاش أبونضال حياته تارة مربياً ومعلما لأبنائه ورفاقه وتارة أخرى مطارداً بين أزقة المخيمات للعدو الإسرائيلي محاولا التصدي للاحتلال بالحجر والسكين.

لم يترك الاحتلال الشهيد يوماً بدون رصد أو ملاحقته نظرا لنشاطه الثوري الذي لم يقتصر على غزة بل امتد للضفة المحتلة والقدس.
داهم الاحتلال بيت الشهيد عدة مرات دون العثور عليه، ولكن بعد ازدياد ترصده اعتقلت قوات الاحتلال أبو نضال في شهر فبراير من العام 1989.
تعرض أبو نضال خلال الاعتقال لعمليات تعذيب شديدة وأهانه كوسيلة للضغط عليه وإضعاف عزيمته دون أن ينال عدوه من عزيمته حيث حكم عليه بالسجن لمدة عامين قضاها بين جدران السجن وظلم السجان واشتياقه للوطن والأهل وشهد رفاقه وإخوانه الأبطال له داخل المعتقل بصموده وعنفوانه حيث كان الرجل لإدارة سجون الاحتلال حيث دائما يستفز السجانين ويكون صامتاً أمام المعتقلين أيضا كان لهم الأخ والرفيق والمعلم داخل الاعتقال.
أفرج الاحتلال عن أبو نضال في مطلع العام 1991 ليعود متحمسا لممارسة عمله الثوري ضد الاحتلال مرة أخرى ولكن بطرق وأساليب أخرى.
بعد عودة السلطة إلى قطاع غزة عام 1994، لم يهدأ الثائر أبو نضال بدون إقلاق العدو حيث بدأ بالتخطيط ومهاجمة عدة مواقع اسرائيلية.

لم يترك الشهيد الوطن دقيقة دون أن يفكر فيه وكان اشتياقه يتراكم حتى انفجر مع انفجار انتفاضة الأقصى في العام 2000 التي أعلن بأنه لإسلام مع الاحتلال، فالحرب حرب نهاية وليست بداية.
حيث أزداد نشاطه في الجبهة ليصبح عضو في القيادة مركزية فيها أيضا ,وشارك مع رفاقه الثائرون في تأسيس الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وأطلقوا عليه اسم ” كتائب المقاومة الوطنية” كبديلاً عن النجم الأحمر, وعين أبو نضال قائد لشمال قطاع غزة وعضوا في المجلس العسكري.
بدأ أبونضال بالضرب بيدٍ من حديد والرد على جرائم الاحتلال الاسرائيلي التي كان يرتكبها ضد أبناء شعبنا وبدا يجهز الاستشهاديين ويعد الجند للتصدي للعدو الصهيوني وأسس خلايا عدة منها لإطلاق الصواريخ ومنها للتصدي ومنها للعمليات الاستشهادية ومنها للهندسة والتصنيع.

**العمليات التي اشرف عليها أبو نضال**

بدأ أبو نضال بإرسال المقاتليين لمهاجمة المستوطنات والمواقع العسكرية الاسرائيلية، وكان يسمي كل عملية باسم يتعلق بفلسطين ومن ابرز العمليات التي خطط لها القائد ابو نضال:
عملية شرق جباليا: والتي نفذتها كتائب المقاومة الوطنية بالاشتراك مع سرايا القدس وأدت إلى إصابة 9 جنود وإطلاق طائرات الاحتلال سبعة صواريخ واستشهاد الرفيق فؤاد أبومعروف من كتائب المقاومة الوطنية وانسحاب المقاوم الآخر من سرايا القدس.
عملية الرفيق الاستشهادي سعد رجب صبح شمال بيت لاهيا وأدت حسب اعترافات العدو إلى إصابة سبعة عشر جنود بينهم ضابط في الهندسة.
عملية الطريق إلى فلسطين : والتي نفذها الاستشهاديين محمد أبوصقر من كتائب المقاومة الوطنية وخضر كل من ألوية الناصر صلاح الدين, والتي اعترف العدو فيها باختراق حصون مستوطنة نتيف عتسراه وسقوط قتيل وثمانية إصابات.
عملية تحطيم الجدار : والتي نفذتها كتائب المقاومة الوطنية بالاشتراك مع سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وأدت إلى مقتل ثلاث جنود وإصابة تسعة في معبر أبرز وانسحاب المجاهدين وإصابة أحدهما بجروح خفيفة.
عملية أرض البدي: والتي نفذتها كتائب المقاومة الوطنية شرق بيت لاهيا واعترفت إذاعة الاحتلال بإصابة ثلاثة جنود وإصابة المنفذ بجروح خطيرة.
عملية قنص جندي : والتي نفذتها كتائب المقاومة الوطنية شرق مخيم البرج وأدت إلى إصابة الجندي صورة مباشرة.
عملية إطلاق قذيفتي اربحي على جيب هندسة اسرائيلي شرق حي الشجاعيه وإصابته إصابة مباشرة.
أيضا شارك أبونضال في إعدادا طاقم لتصنيع وإعداد الصواريخ والعبوات الناسفة حيث اشرف على إطلاق الصواريخ على المستوطنات المجاورة للقطاع والتي كان أشهرها حملة إطلاق عشرات الصواريخ، والتي كانت ردا على مجزرة مخيم البريج، وعمليات إطلاق عدة صواريخ كثيرة على المستوطنات الصهيونية حيث تشهد صرخات سكان سديروت والمجدل وعسقلان وكوسيم وكيبوتس سعد قاعدة زكيم وغيرها على صواريخه التي أطلق عليها اسم مقاومة.
أيضا لا أحد ينسى نفسه الوحدوي الذي كان دائما يحاول التوحد في الميدان من خلال المطالبة بتشكيل غرفة عمليات مشتركة ومشاركته جميع الأجنحة العسكرية في عدة عمليات استشهادية وعمليات إطلاق للصواريخ.
بدأت تهديدات الاحتلال باغتيال قادة الفصائل الفلسطينية وأيضا لم تنس أبونضال من حيث تهديده ومحاولة المراقبة الدائمة له .

**موعد الشهادة**

أبو نضال الذي تعود على توديع الشهداء لم يصبر على وداع رفاق دربه القادة الإبطال وبذلك لم ينتظره القدر طويلا حيث تم اغتياله أثناء عودته إلى بيته من مهمة إعداد استشهاديين في مشروع بيت لاهيا شارع السوق بصاروخين أطلقتهن طائرة استطلاع صهيونية وذلك مساء يوم الاثنين الموافق 14/4/2008، ليرحل أبونضال شهيدا ويلتحق بقافلة طويلة من الشهداء وينير درب من ينتظر .

disqus comments here