سخرية واسعة في المغرب بعد تصريحات لوزير التعليم حول المدارس البعيدة والمعلمين في القرى

أثارت تصريحات وزير التربية الوطنية المغربي محمد سعد برادة موجة واسعة من السخرية والانتقادات، عقب حديثه خلال لقاء حزبي عن ضرورة نقل الطلاب إلى “مدارس الريادة” ولو كانت بعيدة عن أماكن سكنهم، معتبرًا أن “أكفس المدرّسين” يتركزون في القرى، وأن المدارس القريبة غالبًا ضعيفة المستوى.

وانتشرت تصريحات الوزير بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تأكيده أن تجربة دراسته الشخصية اعتمدت على الالتحاق بمدارس “بعيدة”، وأن على الأهالي متابعة المعلّم الجيد مهما كان موقع المدرسة.

تصريحات الوزير أثارت غضبًا واسعًا في صفوف المدرّسين وأولياء الأمور، الذين اعتبروا كلامه اعترافًا رسميًا بفشل السلطات في ضمان تعليم عمومي قريب ومنصف، وتكريسًا لفكرة وجود “مدرستين”: واحدة للنخبة القادرة على التنقل، وأخرى لبقية المواطنين.

وتعالت ردود الفعل من نقابات وجمعيات وبرلمانيين، معتبرين أن كلام الوزير يضرب مبدأ العدالة المجالية وتكافؤ الفرص، ويحمّل الأسر عبء الأزمة بدل إصلاح المنظومة التعليمية. كما عادت الانتقادات لمشروع “مدارس الريادة” الذي يواجه بدوره مشكلات تتعلق بنقص التجهيزات والكتب وضعف البنية التحتية.

ووصل الجدل إلى منصات السخرية، حيث تداول رواد مواقع التواصل مقاطع بتقنية الذكاء الاصطناعي تُظهر سكان القرى وهم “يسحبون منازلهم” باتجاه المدارس، في ردّ ساخر على حديث الوزير عن المسافات البعيدة.

وتأتي هذه الزلة الجديدة بعد سلسلة مواقف أثارت جدلاً حول أسلوب الوزير وتصريحاته، في وقت يعيش فيه القطاع التعليمي المغربي حالة من الاحتقان والاحتجاجات المتكررة.

disqus comments here