جنود إسرائيليون ينهبون الزيتون بعد طرد المزارعين بأمرٍ عسكري في سنجل
أبعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، مزارعين فلسطينيين من أراضيهم في منطقة قرية سنجل شمال رام الله، ثم وثُق بعض الجنود وهم يسرقون ثمار الزيتون من الأشجار في البساتين نفسها، وذلك بعد تقديم أمر يُعلن المنطقة “منطقة عسكرية مغلقة”، رغم أن خرائط “الإدارة المدنية” الإسرائيلية لا تُلزم بأي تنسيق مسبق لجمع الزيتون في هذه المنطقة.
وقال شهود عيان لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن الجنود قدموا أمر الإغلاق مدعين أن عملية جمع الزيتون تتطلب تنسيقاً مسبقاً مع الجيش، وهو ما نفته خرائط “الإدارة المدنية” التي تؤكد عدم وجود مثل هذا الشرط على البستان المعني.
وأفادت مصادر محلية، بأن الجنود وصلوا إلى الموقع أصلاً بعد وصول مستوطن إسرائيلي كان قد تجول طوال الأسبوع الماضي في بساتين فلسطينية بالمنطقة بهدف منع أصحابها من حصاد الزيتون.
وأوضحت المصادر أن هذه ليست المرة الأولى التي يؤدي فيها حضور هذا المستوطن إلى إصدار الجيش أمراً بإغلاق المنطقة عسكرياً.
وأكد مزارعون فلسطينيون أن المستوطن هددهم في إحدى زياراته السابقة باستخدام سلاحه إذا لم يغادروا أراضيهم، كما وضع يده على سلاحه بطريقة تهديدية في مناسبات أخرى.
وفي حادثة منفصلة، وثق المزارعون المستوطن وهو يعرض عليهم أمر منطقة عسكرية مغلقة، وعندما سأله أحدهم: “أين الجيش؟”، أجاب المستوطن: “أنا الجيش، اخرج من هنا”، ثم ركل دلو الزيتون.
من جانبه، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه إن قواته وصلت إلى المكان بعد تلقي بلاغ عن تبادل رشق بالحجارة بين فلسطينيين ومستوطنين، مضيفاً: “عملت القوات على تفريق جميع المتورطين، ولهذا الغرض فُرض أمر منطقة عسكرية مغلقة في المنطقة”.
وفي حادثة مشابهة وقعت هذا الأسبوع في قرية ترمسعيا شمال رام الله، استخدم جنود إسرائيليون الغاز المسيل للدموع لتفريق مزارعين فلسطينيين بعد وصول مستوطنين إلى المنطقة.
وادعى قائد القوة هناك أن المنطقة “منطقة عسكرية مغلقة” وأن الأمر يتجدد تلقائياً يومياً، لكنه لم يقدم أي وثيقة تثبت ذلك.
ورداً على استفسار صحيفة “هآرتس”، أقر الجيش الإسرائيلي بأن الضابط تصرف بناءً على اعتقاد خاطئ بوجود أمر إغلاق، ووصف سلوك القوات في الحادثة بأنه “غير مقبول”.
يُشار إلى أن موسم جني الزيتون يُعدّ مصدر رزق أساسياً لآلاف العائلات الفلسطينية في الضفة الغربية، وتشهد هذه الفترة من كل عام توترات متصاعدة بسبب تدخلات المستوطنين والقوات الإسرائيلية في عمليات الحصاد.